Monday, April 20, 2015

Perdebatan Antada Ustaz Islam Bahiri Dengan Syaikh Usamah al-Azhari dan Habib Ali Jufri

Perdebatan bersejarah di Mesir dan dunia Arab pada tahun ini, adalah debat antara dua ulama konservatif iaitu Syaikh Usamah al-Sayyid al-Azhari dan Habib Ali al-Jufri dengan seorang pemikir modern, Islam Bahiri yang terkenal mengkritik beberapa isu panas dan ulama Azhar.



Thursday, April 16, 2015

Seminar Tentang Salafiyyah Wahabiyyah Oleh Majlis Ilmi Tertinggi Diraja Maghribi

Atas Titah Duli Yang Maha Mulia, Amirul Mukminin, Raja Muhammad VI, Raja Kerajaan Maghribi; Majlis Ilmi A'la (Majlis Fatwa Tertinggi Kerajaan Maghribi) telah mengadakan sebuah seminar ilmiah yang membahas tentang Salafiyyah dan Wahabiyyah di dunia modern ini untuk menangkas kegiatan-kegiatan ekstrimis takfiri seperti ISIS (Daish).

Untuk menjayakan seminar ini, pihak Majlis Ilmi A'la telah mendatangkan beberapa ulama besar Maghribi untuk membentangkan kertas kerja mereka. Termasuk yang membentangkan kertas kerja adalah Prof. Dr. Idris Khalifah (mantan dekan Faculty Usuluddin University Qarawiyyin), Menteri Wakaf Maghribi Prof. Dr. Ahmad Taufiq, Ulama besar Maghribi Musthofa Bin Hamzah. Berikut adalah sebagian dari kertas kerja yang dibentangkan dalam seminar yang panas ini:

Kata-kata Aluan Prof. Ahmad Taufiq, Menteri Wakaf Maghribi (Link):

ص كلمة الافتتاح التي تقدم بها السيد أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في  ندوة “السلفية.. تحقيق المفهوم وبيان المضمون

بتنظيم هذه الندوة في موضوع "السلفية" يقوم العلماء بواجبهم في بيان ما ينبغي بيانه في أمر تسمية عزيزة لا يجوز أن يسامتها الالتباس، سيما إذا أريد ربطها بالمخالفة في الثوابت التي درج عليها المغاربة أو بمظهر من المظاهر التي لا توحي بالضرورة بالإخبات والتواضع، ولا يخفى على أحد أن التسمية صارت تثير كثيرا من التساؤل لدى عامة الناس. ولا شك أن مثل هذا التساؤل يدخل في النوازل التي تستدعي بيان العلماء، كما استدعى منهم الأمر منذ أكثر من سبع سنوات أن يقولوا كلمتهم في ندوة "حكم الشرع في دعاوى الإرهاب".

إن "السلف" الذي جاء من تسميتهم وصف السلفية، عرفتهم الأمة على أنهم هم الجماعة، والجماعة تعني الأغلبية التي لا تقابلها إلا الأقلية متى تجلت في فئة خارجة عن الجماعة.

وعليه فإن هذه الندوة التي تعقد اليوم تتوخى أن تذكر و تقرر أن كل المغاربة اليوم كأمس سلفيون على قدر أرزاقهم في الاقتداء والالتزام، ومع ذلك نعقد الندوة من جهة أخرىمناسبة لإجزاء تحية الإكبار لكل جماعة قائمة رشيدة مرشدة تعمل على التمسك بأركان الدين ومكارمه داخل ثوابت الأمة، كل جماعة لا يظهر في عملها لا تشنج ولا استعلاء ولا إحراج ولا زيغ، والتحية أيضا لكل من يحرص على شامة السمت السني المهيب في الصورة والهندام مقرونا بالورع والنموذجية الأخلاقية والاعتزاز بالثقافة المغربية التي بناها الأجداد كإسهام نبيل في الثقافة الإسلامية الغنية المتنوعة. فبارك الله في وجوه أمثال هؤلاء وفي جهودهم التربوية القيمة.      

إن استقراء منهج الرسول صلى الله عليه وسلم من العمل بسنته لا يترك مجالا لتضييق تسمية "السلفية"، فهي إما أن تكون شاملة فلا يحتاج استعمالها للتخصيص، وإما أن تحتجنها وتختص بها فئة فتقوم تنجر بسلوكها ذاك إلى نعت غيرها صراحة أو ضمنيا بمخالفة السلف أو الخروج عنهم، فاستعمالها بهذا التضييق بدعة خطيرة لأن فيه اتهام الأغلبية بأنها خارجة، والخروج لا يصدر من الأغلبية.

يتضح هذا الإشكال بما هو أوضح إذا ما علمنا أن الإسلام بنى أمة يفترض أن يكون فيها الناس ما بين ظالم لنفسه ومقتصد وسابق بالخيرات، فالأمة جمع متفاوت الاجتهادات، وفي كل خير، ولا يمكن بحال تحجيمها إلى حزب من الأحزاب أو طائفة من الطوائف. وقد ظل المسلمون في دعائهم يضيفون إلى الترضية عن الصحابة قولهم: " وارض اللهم عن التابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين".
إن اللغة أسماء، والأسماء رأسمال يستثمر في وصف الواقع أو بناء الحقيقة، كما يمكن إذا لم تطابق المضمون أن يصنع منها وهم يؤثر في الناس تأثيرا فادحا، ويستأنس في هذا المعنى بقوله تعالى: "إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان"، وقد حذر أفلاطون في كتابه السوفسطائي، حذر معاصريه من إغراء حذاق الخطباء من السياسيين الانتهازيين ومن المتكلمين السوفسطاءيين، لأن كلام هؤلاء قد يسحر مستمعيه بينما المراد منه أغراض غير بريئة، والله تعالى علم آدم الأسماء ليحقق بها كمال الإنسان في الخير المبني على التواصل. غير أن الأسماء كالأشياء لم تفلت طاقتها من الاستعمال المغرض،   وأخطر ما في سلطان اللغة الإقصاء والانتحال، يتضح ذلك من الحرب اللغوية في ميدان الإشهار ومن الضوابط الموضوعة لحماية الماركات التجارية، ومع ذلك لا يوجد ضنانة كاملة لحماية المواصفات.
 إن أصل الإشكال الذي نحن بصدده يكمن على ما يبدو في  اختلالات أو وهن وقع تاريخيا في "الجماعة الكبرى" أدى إلى تراخ في الالتزام بالجماعة  تراخيا تولدت عنه جماعات هامشية سعت إلى مصادرة هذا الاسم والاختصاص به، ومصادرة الأسماء كما ذكرنا مصادرة للمسميات، لأن من استحوذ على الاسم تملك المسمى، كما هو دارج على لسان بعض أهل الثقافات الأخرى. وقد تقرر من التجارب خارج سياقنا الثقافي أن هذه المصادرة تأتي  عن وعي أو غير وعي تعبيرا عن تشوف إلى الزعامة الدينية التي قد يغذيها الطموح إلى زعامة دنيوية، زعامة طالما احترز منها  العلماء الزهاد إذ رأوا فيها في غالب الأحيان ما يوبق العباد.  ومما هو مستقرئ من الحالات المعروفة في تاريخ الأديان الأخرى أن هذا التشوف بالتميز في المظهر، مع العلم بأن ظاهرة اتخاذ لباس خاص مخالف للباس الجماعة من قبل مجموعات منتمية إلى مختلف الأديان ظاهرة معبرة إما عن الخوف من فقدان الهوية أو عن الخوف من وثيرة تسارع التحولات الاجتماعية لاسيما في العلاقة مع الأقليات، أو خوفا من انقلاب العوائد في العلاقة بين الجنسين، وفي جميع الحالات فإنها ظاهرة تعاند في تأصيل نفسها ولا تقبل أن ينظر إليها على أنها رد فعل زائل، ومن الأمثلة التي توردها الدراسات المهتمة بهذا الموضوع مثال الطائفة المنونية عند المسيحيين ومثال الطائفة الحسيدية عند اليهود. ويغدو هذا التميز في المظهر شذوذا عندما يتركب عليه  وهم التفوق  في المخبر، وما يزال ينتفش حتى يورث صاحبه غرور الانفراد بالحق والحقيقة، ومن ثمة اتهام الآخر بأنه في أحواله على باطل.

ولا يخفى ما قد يكون في مثل هذا النزوع الاحتكاري والوهم الإنكاري في سياقنا الإسلامي من مصادرة لسلطة التابعين ولسلطة الأئمة البناة المؤسسين ولسلطة العلماء المقتدرين الملتزمين. وحيث إن العدة العلمية عند من يميلون إلى هذه المصادرة قد لا ترقى في كل الأحوال إلى ما يؤهل للتأويل فإنهم في الغالب لا يتمسكون بالحرفية ويتترسون بسلاح التبديع الأمر الذي ينقلب إلى ضده إذا فتحت بسببه أبواب الغلو على الناس.

إن ضرر النزوع الذي أشرنا إليه يتمثل في كون الإشكالية الرهيبة المستحضرة هي إشكالية الحرص المزعوم على الاتباع الصحيح، ووجهها المقابل هو الخوف من  "التبديل في الدين"، ومن الطبيعي أن يصحب هذا الهاجس كل الأديان، ومن الطبيعي أيضا أنه اتخذ في بعض الأديان شكل غلو وتطرف، فمنهم في اليهودية الحركة الحسيدية التي رأى أتباعها أنفسهم أنهم الأتقياء الصديقون القائمون على الحق كما جاء في الدين أولا، ومنهم في المسيحية الحركة المينونية التي ذكرناها والتي رأى أتباعها أنهم وحدهم من يستحق أن يوصف بأنه على أثر الكنيسة الأولى، ويتهمون من ثمة أهل وقتهم بالتبديل، وذهب بعضهم إلى حد رفض إرسال أولادهم إلى المدارس العمومية واستعمال التكنولوجية أو ارتداء ملابس الوقت متمسكين بأشكال من السلوك يعتقدون أنها توافق مراد الله في الناس. ومعظم هؤلاء ركزوا في قضيتي الاتباع والتبديل على المظهر، ولذلك تجد مقابلهم من يركز على المخبر، ففي الإسلام يمكن أن يستشهد هنا بما ورد في الإحياء على أنه حديث ونسبه الحكيم إلى التابعي بكر أنه قال لبعض الصحابة: "ما فاتكم أو فضلكم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ولكن بشيء وقر في صدره أو قلبه". ومن الأبعاد التي يقل استحضارها في التركيز على التبديل المظهري بُعدُ التنوع الثقافي لدي المبلغين الحقيقيين أو الافتراضيين برسالة الإسلام وهو امتداد للاختلاف الديني الذي يرقى إلى آيات الله؛ وأحكي لكم في هذا الباب حكاية، ذلك أني حضرت في لجنة مناقشة رسالة دكتورة في جامعة أجنبية، وفي المساء دعا رئيس اللجنة وهو أستاذ  أوروبي مرموق، وممن اعتنقوا الإسلام، دعا عددا من الناس للعشاء في داره، وكان بجانبي شخص غير مسلم حضر لأنه كانت زوجته المسلمة من  المدعوين، ولما جاءوا بالطعام  وضعوه على الأرض على قطع من البلاستيك، وتحلق حوله الناس على الطريقة المشرقية وأخذ بعضهم يأكلون باليد دون استعمال الشوكة، وبدأ الرجل الذي بجواري يشكو لي معاناته مع زوجته التي يحبها ويحترم اعتناقها للإسلام، وكيف أنها تدخل في الإسلام بعض العوائد الشرقية من هذا القبيل كما لو أنها من صلب الدين، وهو يعلم أنها ليست من صلب الدين.
أيها السادة أيتها السيدات

إذا أردنا أن نزيد فهما للواقع الذي نعيشه ونعايشه، من خلال مثيلات هذه الظواهر، فلابد أن ننظر إلى هذا الواقع في بعديه التاريخي والاجتماعي. ومن ذلك استحضار كثير من العوامل التي بلغت من قوة التأثير بحيث أدت إلى تفكيك الجماعة الأولى وتغيير ثقافتها، حتى ظنت فئة قليلة أنها وحدها التي تمثل ما اعتبرته حقيقة السلف الأولين،  فمنها على سبيل المثال:

  1. التفاوت الاجتماعي الذي لم يعدله الوازع في كل الأحيان؛
  2. الظروف التاريخية المتمثلة في اللقاء مع تاريخ كوني آخر سار بسرعة أخرى وعلى نمط مختلف في القرون الخمسة الأخيرة؛
  3. ما نتج عن هذا التاريخ من اللقاء مع أنماط من الحياة الخارجية صرفت عن العمق في القيم؛
  4. المداهمة السريعة للتاريخ الآخر بشكل أربك الضمير والعقل الإسلاميين وأعاق ظهور المرجعية الفكرية المتبصرة، بحيث اقتصر النظر في الغالب على ردود أفعال وعلى تصور إجمالي للتاريخ الجاري وعلى أدبيات ضحلة زاد ضررها باستحواذها على أذهان طوائف واسعة من المسلمين على أنها التشخيص الصحيح لأسباب تأخر المسلمين وتقدم غيرهم؛
  5. هذه الأزمة الفكرية هي التي جعلت محاولات الإصلاح منذ القرن التاسع عشر تنضوي تحت شعار "السلفية"، مع ما صاحب ذلك من الفهم الضيق في المضمون.
  6. الغموض الذي صاحب في الأذهان القولة الشهيرة للإمام مالك رضي الله عنه :" لن يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها" أو "لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها".

على أن سلفية القرنين التاسع عشر والعشرين تميزت بأمور عديدة أخرى نذكر منها:

  • قدمت نفسها على أنها إصلاحية؛
  • أرادت أن تحمي من ثقافة فُهمت على أنها غازية؛
  • كانت تحررية ضد الاستعمار؛
  • قرنت نفسها بمصطلح "النهضة" وهو مصطلح من التاريخ الأوروبي؛
  • ظنت أن الخلل عند المسلين في عقيدتهم، وتواجهت بذلك مع فآت عريضة جنحت إلى أحوال من التحنن الشعبي كان لها سياقها ومضمونها التاريخي؛
  • تميزت هذه السلفية بأنها في أوائلها لم تكن مذهبية.
ومع ذلك يمكن أن توصف هذه السلفية بأنها سلفية تاريخية، لأنها تفاعلت مع تاريخ كان الهم الأول فيه هو التحرر من الاستعمار وما صاحب هذا الهم من محاولة إصلاح التعليم خاصة وكذا الأخذ بعدد من أسباب التقدم المقتبسة من الحضارة الأخرى، وهذه سلفية أمثال محمد عبده والثعالبي وابن بادس والقاسمي والناصري والفاسي وغيرهم؛   

أما التوجهات السلفية التي جاءت بعد هذا المسار، فهي  في عدد من أنظارها مركزة على تصور للزمن الأول كما لو  أنه غير تاريخي، أو كما لو أن التاريخ الذي مضى بعد انقطاع الوحي إلى يومنا هذا لا يصلح تدبره  في باب تشخيص أحوال المسلمين، ولربما أفضى هذا المنظور لدى البعض إلى تصور مغال قائم على ثنائية الوفاء للتوحيد مقابل الارتياب فيه لدى الغير. وقد حامت حول هذه السلفية تخوفات مرتبطة بمواضيع منها:

  1. المفاضلة المذهبية؛
  2. البحث عن هوية خاصة داخل بلدان لها هويتها الإسلامية العامة.
  3.  الارتباط بسياق يسود فيه الخوف والتنافر الذي لا يتيح ولادة طبيعة؛
  4. التقليل من تقدير عواقب تقويض الجماعة في وقت المسلمون فيه أحوج ما يكونون إلى رأب صدعهم لمواجهة ما لا يحصى من التحديات؛
  5. الجنوح إلى التبديع؛
  6. المخاطرة  بتقويض الثوابت الدينية التاريخية للبلدان في بعدي العقيدة والمذهب؛
  7. الحرص على شارات ثقافية تتخذ في بعض الأحيان حجما مبالغا فيه، وذلك  في أمور كثيرة من المظاهر الخارجية في الملبس وفي النظر إلى موقع المرأة وغير ذلك؛
  8. إفراز قد لا يكون إراديا لتشنجات قد تفضي إلى مناهضة مبطنة للأنظمة السياسية؛
  9. إتاحة الفرصة للجرأة على التفسير السطحي للنصوص والميل إلى انتقائية في هذه النصوص.
إن هذه الملاحظات وصفية معروفة، ولا نحسب أن لإيرادها أي بعد قدحي أو انتقادي.

منذ احتجاج الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري على كنز المال، ظهر أن الخلاف الأكبر سيكون بين المسلين حول الثروة. وقد ظهر التيار الزهدي كاحتجاج سلمي لم يخض لا في أمور العقيدة ولا في أمور المذهب، ادعى هذا التيار أنه مبني على السعي إلى الاقتداء بالسلف في حقيقة حالهم الروحي، وأن المظاهر السنية للسلف ما جاءت إلا تابعة لأحوالهم. وغير خاف أن هذا التيار وضع هو أيضا لنفسه انتسابا متسلسلا إلى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما.

وقد أراد هذا التيار من جهته أن يكون سلطة على هامش سلطة السياسة وعلى هامش سلطة العلماء، ومع ذلك تميز بعدم الإقصاء وعدم المواجهة إلا في حالات نادرة؛
اعتمد هذا التيار التأويل والمجاز بشكل مفرط مما استفز شعور التيار الحرفي فجعل هذا التيار الحرفي من التيار التأويلي الهدف الأول لتبديعه؛
لكن هذا التيار التأويلي صاحبه عمق عاطفي تحنني كما كان في معظمه اجتماعيا خدميا مما أكسبه شعبية أدت بالتيار التبديعي بمعاداته له إلى الجرأة على تبديع معظم الأمة؛
أمام تحديات البقاء التي تواجه المسلمين تتحتم حماية سوادهم الأعظم  من السقوط  في التساهل الذي ينتج عنه إضعاف الأمة، ومن الأنظار التي يمكن أن يُتجنب بها هذا التساهل اعتبار جميع من في الأمة سلفية على أقدار متفاوتة، والتماس البركة عند المخبتين من أهل الورع والتشبه بسمتهم والاستمداد من سكينتهم، أما في الشأن العام فالذي لا مندوحة منه هو ضرورة اتخاذ السبل المبنية على سنن التدافع السياسي بالتي هي أحسن للوصول لتدبير ناجع لفقه التساكن المصطلح عليه بالسياسة لا على أساس أنه هدف في حد ذاته بل لكونه طريقة جماعية من شأنها إقرار العدل بمضامينه.
والسبيل العملية إلى ما ذكر قراءة ذكية يقظة خاشعة لأحوال المسلمين والعالم في ضوء توجيهات الدين الذي لا يدرك مساره إلا في ضوء سنن التاريخ، ومن شأن هذه القراءة أن  تمكن العلماء من القدرة التي يتطلبها تولية فكر تنزيلي غير مسبوق يكون نموذجيا يزول  به التلبيس، وينقشع به الالتباس في المصطلحات والمضامين والتصورات، فكر لابد أن يقوم على ركيزتين هما ترشيد فقه التساكن ونشر قيم التزكية في الأمة، ورد الدعوة إلى مفتاح أساسي واضح للأجيال، ألا وهو مفتاح المحاسبة، التربية على محاسبة النفس كما ركز عليها السلف الصالح، فهذه المحاسبة أفيد ما يمكن أن يُتبع فيه السلف، محاسبة النفس، وهو مفهوم لا ترجمة له في لغة العصر سوى مفهوم المسؤولية لكن في بعده العملي المدني ومنطلقاتها الروحية الربانية، ومن مقتضيات هذا التوضيح لموطن الأولوية في اتباع السلف أن يتخذ العلماء أنفسهم موقفا ذاتيا يتمثل في أن يفسروا كل ما يفسرونه ويفتوا في كل الأمور التي يفتون فيها كما لو أنهم يفسرون ويفتون لأنفسهم، وكأنهم المعنيون بمآل التفسير والفتوى يتحملون تبعته ويتحملون مسؤولية ثمن كلفته وعواقبه على الدين وأهله.
إذا توفر هذا الشرط فإن الأمة ستصغي للعلماء وستقيم على هدي القيم المثلى للدين  مؤسسات نزيهة حامليه ذات خلق وإخلاص وكفاءة تخرجها من الغمة وتعيد للدين رسالته في التعبئة على القيم. حينئذ يمكن استثمار سلفية جامعة بين حياء المظهر وحكمة المخبر لما فيه صلاح المسلمين والناس أجمعين.  وما عدا هذا فهو تبذير للوقت والأنفاس والكاغيد تعريض الأمة لمخاطر الهلاك. ولا محل لمثل التندير مطلقا ولا يليق بأهل المغرب فيه وقت يتم فيه بناء نموذج من الاعتدال بإرشاد إمامنا أمير المومنين محمد السادس أعزه الله.

وفي الختام أود أن أقول: أن الأمر  لا يتعلق بصدد موضوع السلفية بتحرير فضاء محتل، بل بفسح المكان للجميع: "إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم" و"إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين" صدق الله العظيم


Nas presentasi Prof. Dr. Idris Khalifah, Mantan Dekan Faculty Usuluddin University Qarawiyyin (Link):

نص محاضرة الدكتور ادريس خليفة حول مذهبية السلف وسلفية بعض من خلف (تمييز السلفيات):

  السلفية موضوع كبير وواسع،وضعت فيه أبحاث ومؤلفات ودراسات، من بينها مؤلفات ودراسات وضعها السلفيون عن مذهبهم ومقاصدهم واتجاهات العقيدة عندهم وموقفهم من خصومهم، ومنها مؤلفات وضعها الغير عنهم بقصد رصد هذه المذهبية و حقائقها واتجاهاتها وآثارها عدا المؤلفات التي وضعت في الرد عليها ومخاصمتها ومقاومة تيارها.
و الذي أريد في هذه الصفحات هو رسم صورتها العامة والخاصة بما بدا من أثرها خارج حدود الجزيرة العربية التي نمت فيها وتربعت ساحتها، وتجلت في مظاهر متعددة على الساحة العامة والحياة الخاصة للأفراد، ويمكن مقاربة الموضوع من خلال أوضاعها وأنماط وجودها في الساحة، و ذلك كما يأتي:
و المقصود بالأوضاع او الوضع هو حقيقة السلفية من حيث أصل نشأتها وظرفها الزمني وعقيدتها، والأنماط هي المظاهر المتعددة للسلفية عبر العصور.

الوضع السلفي

لم تكن السلفية كمذهب معروفة قبل القرن الثامن الهجري، و لكن كان هناك ما يعرف بمذهب السلف.
ففي القرن السابع والثامن عاش شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية الذي من المفيد الترجمة له في سطور:
هو أبو العباس أحمد بن عبد الحليم المعروف بابن تيمية الحراني الدمشقي، ولد عام 661 هـ من علماء وفقهاء المذهب الحنبلي.
عرف نهجه باسم السلفية الذي لم يعرف من قبل ولم يتميز به فقيه ممن تقدمه من الفقهاء بالرغم من كون اسم السلف ومذهب السلف كان معروفا من قبل .
لكن استعمال ابن تيمية للاسم والدعوة للمنهج تميزت بقوة الرجوع للجدل الكلامي الذي كان أهل السنة من سلف الأمة يكرهونه وينبذونه.
تميز ابن تيمية بمحاربة التصوف والطرق الصوفية، وأبرز نقاط هذا الجدل هو ما سماه القبورية والمقصود به الزوايا التي توجد بها قبور دفن بها مشاهير شيوخ التصوف.
توفي في السجن في قلعة دمشق عام 728هـ عن 67 عاما .
كان ابن تيمية غزير الإنتاج فمؤلفاته كثيرة،ورسائله عديدة، وقد رزق تلاميذ حرصوا عليها ودونوها ونشروها، وصارت مصادرهم لنصرة المذهب الذي كانت له طبيعة العقيدة ومظهر الحقيقة.
و من كبار تلاميذه المخلصين لمذهبه من  العلماء هؤلاء: ابن قيم الجوزية وأبو عبد الله محمد الذهبي مؤلف كتاب سير أعلام النبلاء، و إسماعيل ابن كثير صاحب التفسير ومحمد بن عبد الهادي المقدسي وغيرهم. و ابن القيم (ت عام 751هـ - 1349م) من أكبر تلاميذه لازمه وتأثر به واشتغل على مذهبه.
وإن من الحسنات التي ينبغي تسجيلها في صحيفة حسنات شيخ الإسلام أحمد بن تيمية مما له علاقة بالمذهبية المغربية، ومما ينبغي أن ينتبإ اليه سلفيو المغرب والمشرق للكف عن غلواء التكفير ونسبة المغاربة وغيرهم للبدعة بسبب أنهم أشاعرة أن هذا الشيخ وهو مؤسس السلفية يورد في مؤلفاته أمورا لصالح المذهبية المغربية الأشعرية قديما وحديثا.

انتشار المذهـب السلفي

لبثت الحركة السلفية كما وضعها ابن تيمية، ودعمها حواريوه مهمشة في مهدها وفي الشرق بعد ابن تيمية  والمقربين من تلاميذه، إلى أن عادت للظهور على يد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في أواخر القرن الثاني عشر الهجري – الثامن عشر الميلادي، حيث انبعثت من جديد، وأعطاها مؤسسها الثاني محمد بن عبد الوهاب قوة وجدة وخاطب بها العلماء والدول، وتكون بهذا أول السلفيات المقصود بها ما تأثر بها المذاهب والتيارات، وذلك كما يأتي:

السلفية الوهابية

وهي سلفية اهتمت بما سمته تنقية عقائد المسلمين من البدع والشرك وعبادة القبور والامر بالمعروف والنهي عن المنكر واعتماد المذاهب السنية الأربعة والاجتهاد، ومن بين التيارات التي جنحت نحو السلفية، واتخذتها مثالا من غير أن تكون هي إياها، كما يقول النحاة، في المسألة الزنبورية الشهيرة:السلفية المصرية الشامية القديمة.

السلفية المصرية الإخوانية الجديدة

و هي سلفية متأخرة في الزمان عن السلفية المصرية والشامية سابقة الذكر وعن السلفية الوطنية المغربية الآتي ذكرها، أسسها الشيخ حسن البنا وكان الهدف منها دعوة سلفية صوفية اجتماعية اقتصادية تحريرية.

تفرعات سلفية وإخوانية

ضمن هذه التغيرات في المشهد السلفي جاءت تغيرات أكبر، وتفرعات أكثر خطورة، حيث تأسست (القاعدة) التي تحمل السلاح و تكفر المجتمع وظهرت السلفية الجهادية، و جاءت سلفيات مقاتلة في الجزائر و ليبيا واليمن و منظمة بوكو حرام في غرب القارة الافريقية ومنظمات أخرى في السودان وإثيوبيا وجاءت كذلك منظمة داعش.

السلفية المغربية الوطنية

كان المذهب الديني الذي أخد به المغاربة منذ العصر الإدريسي هو مذهب أهل السنة والجماعة، ويعرف بمذهب السلف من دون نسبة بالياء، وهو المذهب الذي كان عليه الأندلسيون والمشارقة عامة قبل ظهور المذهب السلفي في القرنين السابع والثامن الهجريين، ويمكن تلخيصه بالنسبة للمغرب والأندلس في القرآن والسنة وإمارة المؤمنين ومذهب مالك وعقيدة الأشعري والتصوف السني، وكان المغاربة يعتمدون منهج النقد الذاتي لتصحيح كل انحراف عقدي أو فكري.

المذهبية المغربية والتفرد المغربي

كان المغاربة منذ أقدم العصور كما تقدم ذكره على مذهب السلف ومذهبهم في البيعة الشرعية لملوكهم ومذهبهم في الفقه أو الاحكام الشرعية العملية ومذهبهم في العقيدة السنية الأشعرية ومذهبهم في السلوك السني ومذهبهم في القول بالإمامة ووجوب طاعة الإمام.
وقد كان الشأن الديني مناط اهتمام ملوك المغرب لتنظيمه ودعمه وتوجيهه الوجهة الصالحة ودرء العدوان عنه والمحافظة على المذهبية المغربية الأصلية التي تخدم الإسلام والوطن وتضمن الأمن الروحي للبلاد وتحد من غلو الغالين وتأويل المبطلين وإفساد المفسدين والجاهلين، واتخذ المغرب لهذا إجراءات تمثلت في صور كان من بينها إنشاء مجالس علمية ومجلس علمي أعلى بإشراف جلالة الملك ورئاسته لإشراك العلماء في الشأن الديني وجمع العلماء في مجالس الدروس الحسنية للاستماع اليهم ومناقشة دروسهم، وفتح باب الحوار مع التيارات والاتجاهات الدينية لتقريب وجهات النظر.
و بالنظر لما صار يمثله التطرف والإرهاب من المخاطر فإن المغرب اتجه نحو البحث عن أسباب التطرف والغلو، وهو ما ناقشته الندوة العلمية للمجلس العلمي الأعلى المنعقدة بالدار البيضاء عام 1428هـ-2007م تحت عنوان((حكم الشرع في دعاوى الإرهاب)).
و أخلص للقول بأن مذهب السلف بالرغم من كون شيخ الإسلام ابن تيمية اعتمده وأخد منه ورد إليه كلامه في العقيدة والسلوك ليس هو السلفية أو المذهب السلفي كما أسسه ابن تيمية، فان مذهب السلف المقصود بهم صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن اقتدى بهم من تابعيهم وتابعي تابعيهم ممن لم ينقد لعلم الكلام البدعي ولم يغامر بالقول في معضلاته، هو ما كان عليه أهل السنة إلى زمن الإمام الأشعري في القرن الرابع الهجري الذي لخص المذهب، وخلصه من الكلام العقيم منتهيا للقول بما تضمنه القرآن و السنة من غير منابذة للعقل والتصور العقلي السليم.
Nas Presentasi Dr. Musthofa Bin Hamzah, Ulama Besar Maghribi (Link):

نص المحاضرة التي ألقاها د.مصطفى بنحمزة بندوة السلفية تحقيق المفهوم وبيان المضمون”

يعتبر الانتساب الى السلفية أمرا جامعا وانتماء مشتركا بين جميع أهل السنة والجماعة، على قدر التساوي والتواطؤ لا على قدر التشكيك والتفاوت كما يقول المناطقة، فلا يتفاضل أهل السنة في الانتساب إلى السلفية ملما لا يتفاضلون في الانتساب الى جامعة أهل السنة والجماعة .
وخلال تاريخ طويل ظل الانتساب الى أهل السنة والجماعة عامل توحيد لقُوَى الأمة، ومجالا واسعا يستوعب كل من يقفون ضد بدع الشيعة والخوارج والمعتزلة، وظلت جماهير أهل الحديث والأشاعرة  المنتمين إلى أبي الحسن الأشعري، والماتريدية الموصولين بأبي حنيفة معدودين في أهل السنة والجماعة .
وقد تشكلت المعرفة الإسلامية التي حوتها الكثير من المصادر التي بين أيدينا في جو استشعار الانتماء الجامع بين المسلمين، وكان المصدر العلمي الإسلامي متداولا ورائجا بين كثير من المسلمين رغم الاختلافات الجزئية.
ولم تكن الفروق والاختلافات الجزئية لتحمل على إقصاء المسلمين واستبعادهم عن دائرة الانتماء إلى أهل السنة.
وقد استوعب المسلمون تلك الفروق غير المؤثرة في جوهر العقيدة،على نحو ما استوعب الصحابة الاختلاف بينهم في قضايا عقدية مثل اختلافهم في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة الإسراء، واختلافهم في كيفية وزن أعمال العباد يوم القيامة من غير أن يتهم أحدهم الآخر بالابتداع أو بالشرود عن حقيقة الإسلام، لان هذا الخلاف كان يبقي على قاسم مشترك جامع هو إثبات حقيقة الإسراء وإثبات وزن أعمال العباد.
وقد كان الصحابة يرون أن الأمر واسع عبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم قبل من الجارية جوابها لما سألها أين الله ؟
قالت في السماء. قال من: من أنا؟ قالت : أنت رسول الله. فقال: أعتقها. فإنها مؤمنة ((صحيح مسلم كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب تحريم الكلام في الصلاة ...)، ولم يلزمها الرسول صلى الله عليه وسلم باستعراض تفاصيل العقيدة.
ثم مرت الأمة. بمرحلة تالية لم يكتف بها البعض بتجميع الناس على قاعدة الإنتماء إلى أهل السنة والجماعة، وهي قاعدة واسعة جامعة تستقطب معظم أفراد الأمة، وإنما توجهوا إلى التضييق بالتركيز على أمر آخر هو الإنتماء إلى السلف، وهو انتماء أخص من الانتماء إلى أهل السنة والجماعة.
لذا، فإن البعض لم يجد حرجا في إقصاء الأشاعرة عن أهل السنة وتسميتهم جهمية على الرغم مما بينهم وبين مذهب الجهم بن صفوان من فروق جوهرية، أولها اعتقادهم أن الإيمان اعتقاد وإذعان، بينما يراه الجهم مجرد معرفة. وهو مايؤول إلى الوقوع في عقيدة الإرجاء حتما .
وقد حرص الراغبون في الاستئثار بوصف السلفية دون غيرهم على وضع شروط غير مجمع عليها جعلوها معايير للانتساب إلى السلف.
وهذه الشروط المفروضة هي من الكثرة بحيث كان فقد من الواحد منها كافيا لإقصاء جماهير من المسلمين عن دائرة  السلف، فأفضت تلك الاشتراطات إلى حرمان جماهير الأمة وكثير من جهابذة العلماء من أن يكون سلفيين، فيسمون أهل قبلة مع وسمهم بالابتداع والضلال، وكان علماء الأشاعرة من أبرز من حرموا وصف السلفية، ومنهم الإمام البيهقي، والدارقطني، والخطيب البغدادي، وأبو حامد الغزالي، وأبو الوليد الباجي، وابن رشد، والقرافي، والشاطبي، والقاضي عياض السبتي، والإمام النووي، والقرطبي، والعز بن عبد السلام، وابن الحاجب، وابن الصلاح، والزرقاني، وابن جزي، وابن الحاج الفاسي وابن دقيق العيد، والحافظ المنذري، والمزي، والزيلعي، والسخاوي، والسيوطي.
كما حرم من انتساب الى دائرة أهل السنة علماء الماتريدية أيضا، ومنهم أبو المنصور الماتريدي، وأبو اليسر البزدوي، وفخر الإسلام البزدوي، وأبوالمعين النسفي، وعمر النسفي، ونور الدين الصابوني، والتفتزاني، والكمال بن الهمام، والملا علي القاري، وزاهد الكوثري، بالإضافة الى علماء آخرين.
وهؤلاء العلماء هم عمد المعرفة الشرعية، وإقصاؤهم عن السلفية إن كان ظلما لهم هو أيضا يجهز على مفهوم السلفية، إذ يجعلها مشروعا فكريا ليس له سند قوي من العلماء.
ومن الماتريدية السلطان محمد الفاتح الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم لما قال :لتفتحن القسطنطينية فلَنِعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش .[مستدرك الحاكم كتاب الفتن والملاحم: 4/22].
وهذا حديث قال عنه الحاكم إنه صحيح الإسناد، وقد أًصر البعض على تضعيفه، رغم تصحيح أو تحسين كثير من العلماء له. وعلى الرغم من أن التصحيح بعد القرن السادس فيه للعلماء مقال. [فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للعراقي عبد الرحمن السخاوي 1/50 ]. وكان كل ذلك توصلا إلى أن لا يكون في الحديث حجة على سلفية الماتريدية..
وقد كان من فضل هذا الحديث أنه هو الذي ظل يحفز على فتح القسطنطينية، وجعله محمد الفاتح وجيشه رائدا وشعارا لهم في فتحها، ليكون هو نعم الأمير ويكون جيشه نعم الجيش.
لقد وقفت المساهمة التي أقدمها على بعض الاشتراطات في ضوء جهود السلف في خدمة العقيدة، وأبرزت الدراسة عدم إمكان تطبيق هذه المعايير على كثير من علماء الأمة المشهود بسلفيتهم ودفاعهم عن العقيدة والشريعة من أهل التفسير والحديث واللغة والبلاغة والعقيدة وغيرها.
لقد كان من أول اشتراطات استحقاق السلفية عدم الاشتغال بشيء من قضايا الكلام، وقد أبرزت المساهمة أن الاشتغال بعلم الكلام غير الموصل بثقافات ديانات أخرى قديم، وكان أبو حنيفة من أول من تحدث فيه من الفقهاء، ودافع عن اشتغاله بالكلام خصوصا في كتابه رسالة العالم والمتعلم، وفي رسالته إلى عثمان البتي، وفي باقي كتبه.
ولذلك كان أبو حنيفة طليعة من اهتم بالكلام، وكثير مما قال به يوجد مبثوثا في كثير من كتب العقيدة، خصوصا ما تعلق منها بمكونات الإيمان، وبفصل العمل عن حقيقة الإيمان، مما توهمه البعض أنه إرجاء.
وتناولت المساهمة قضية كبرى هي قضية وجود المجاز في القرآن الكريم، وأبرزت أن علماء المسلمين بمن فيهم من المفسرين ومن أهل اللغة وشراح الحديث، قد قالوا بوجوده، ولم يخالف في ذلك إلا فئة قليلة منهم على عادة وجود الخلاف الذي لا يلغي القاعدة.
وبناء على القول بالمجاز الذي هو ظاهرة لغوية إنسانية لا تخلو منها لغة من اللغات، لأنها توظفه في الارتقاء بالخطاب من مستوى التعبير العادي المباشر إلى مستوى  التعبير البلاغي الجميل الذي يتوسل بالأخيلة وبالاستعارات وبالتعابير التي تتجاوز التعبير العادي المألوف.
بناء على ذلك فقد رصدت المداخلة وجود المجاز في أعمال أوائل العلماء من كثير من التخصصات، فعرضت لحديث سيبويه عنه تحت عنوان التوسع في الكلام، وجلبت نصوص المفسرين والفقهاء والبلاغيين، بل إنها جلبت نصوص بعض من أنكروا وقوع المجاز في القرآن، لكنهم وقعوا فيه علميا، ومنهم ابن تيمية على الأخص .
وتبعا للقول بالمجاز، كان لزاما اللجوء إلى التأويل بعد التسليم بأن الألفاظ قد تطلق على ما لم توضع له في اصطلاح التخاطب، وأبرزت كيف أن التأويل ليس ضربا من متاهة، وإنما هو عمل علمي منضبط تستدعيه ضرورة التخلص من التشبيه والتناقض، ويلتزم بقوانين صارمة للانتقال من دلالة إلى أخرى، حتى لا يصير تحكما في النص، أو توجيها له حسب الأهواء.
وتعقبت المداخلة التأويل في كتب أبي الحسن الأشعري، واستبعدت ما قيل من أن أبا الحسن رفض التأويل، وكانت الحجة في مصنفاته وفي ما نقله عنه خواص أتباعه الذين يظلون هم اعرف الناس بمذهب إمامهم.
وتناولت المداخلة أخيرا الأنموذج المغربي للسلفية، وهو أنموذج لم ينقطع منذ أن حسم المغرب الموقف مع كثير من المذاهب العقدية التي أوجدت لها موطأ قدم في المغرب ومنها: مذهب الخوارج والشيعة والمعتزلة، فتم ذلك بعد جهد علمي قوي، ليصبح مذهب المغاربة مذهبا سنيا أشعريا مالكيا، فلم يبق مدخلا للابتداع العقدي.
وتواصلت السلفية في الغرب الإسلامي محروسة بجهود العلماء الذين كتبوا عن الحوادث والبدع بكل تفصيل، لكنهم كانوا مع ذلك أشاعرة، ومنهم أبو إسحاق الشاطبي، وابن الحاج الفاسي، وكلاهما أَصًّل الحديث في البدع واستوعبه.
وفي الأعصر الحديثة انبعثت السلفية في المغرب قاصدة إلى مواجهة كل مظاهر الابتداع والشذوذ، وعاملة على رد المجتمع إلى الكتاب والسنة في نصاعتهما، وعاملة من جهة أخرى على تحرير الإنسان والأرض من سلطة الاستعمار، فكانت سلفية علمية نضالية جامعة حريصة على التجميع والتأليف ..
وقد ختمت المداخلة بلفت النظر إلى وجوب المحافظة على وحدة الأمة الإسلامية، وعلى نبذ التماس الفروق للحكم بتبديع الناس، بناء على قضايا ظلت موجودة في تاريخ المسلمين، وأحسنت الأمة إدارة الخلاف حولها. خصوصا بعدما تبدى حاليا مقدار التشرذم والتوزع الذي وقعت فيه الأمة الإسلامية، فوجه المسلمون حرابهم الى صدور إخوانهم.
Semoga dengan seminar ini, Kerajaan Maghribi semakin berkerja keras membantras akidah Wahabiyyah yang membahayakan negara dan Kerajaan.