المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة
والسلام على سيد الأنام، محمد صلى الله عليه وسلم, وعلى آله المتطهرين وأصحابه
المرضيين. أما بعد.
فإن الإسلام قد انتشر في هذا العالم حتى كل زواياه.
اليوم قد انتشر الإسلام في أوروبا وأمريكا وفي كل قارة العالم. ولكن قبل ما انتشر
الإسلام إلى هذه البلاد الغريبة فقد وصل الإسلام إلى أقصى المغرب وأقصى المشرق.
ودخول الإسلام إلى هذه الولاية أمر مهم في تطور الدعوة
الإسلامية وسبب على تنمية الدراسات الإسلامية. قد خرج من هذه البلاد علماء كثيرون
في الفنون المتعددة حتى أُلّفت كتب كثيرة في الدفاع عن الإسلام ونشر العلوم
الإسلامية في العالم. وهذا دليلا أيضا على أن قول الله عز وجل حق وريب فيه وهو: ﭽ ﮐ ﮑ ﮒ
ﮓ ﮔ
ﭼ.[1]
وبعدما نعرف أهمية هذين البلدين الجليلين، فينبغي أن
نعرف أثرهما على الدعوة الإسلامية في العالم الإسلامي. كما نعرف معا أن الإسلام قد
دخل إلى المغرب منذ عهد الصحابة وهو عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه الذي
ولى عقبة بن نافع الفهري قائدا لهذا الفتح العظيم.[2]
فهذا يدل على تقديم إسلام أقصى المغرب على أقصى المشرق.
فالدراسة المقصودة هي الدراسة عن أثر علماء الغرب الإسلامي على الدعوة
الإسلامية في العالم الملايوي لأن العالم الملايوي كوكيل لإقليم أقصى المشرق
في انتشار الدعوة الإسلامية مؤخرا. بالسبب على مسافة بعيدة بينهما فالدراسة عن أثر
الدعوة بينهما محتاجة لكشف أسرار القيمة العلمية المتأثر فيها لهذه الدعوة.
بناء على أهمية هذه الدراسة، فأُحَدِّد المباحث
المطلوبات التي ستُبْحَث في هذه الرسالة كما يلي:
1. أثر علماء الغرب
الإسلامي على تأسيس الإسلام في العالم الملايوي.
2. أثرهم على دراسة
العلوم الأساسية في العالم الملايوي.
3. أثرهم على التصوف في
العالم الملايوي.
4. أثرهم على العلوم الأخرى
في العالم الملايوي.
التمهيد
قبل الخوض في مباحث أثر علماء الغرب الإسلامي على العالم
الملايوي بتفصيل فيجب علينا أن نبين المقصود والحدود بالغرب الإسلامي والعالم
الملايوي لكي نعرف أعلامها في بحثنا هذا. ومن ناحية الحدود الجغرافية فهذا التحديد
نحتاجه لتحديد أثر ولاية نسبتهم إليها.
أولا كلمة الغرب الإسلامي هي كالعبارة عن الولاية في جهة
الغرب من الحجاز. وحدوده من حيث الاصطلاح الجغرفي المعاصر كما عيّنه الدكتور
إبراهيم التهامي بقوله: [تونس والجزائر والمغرب والأندلس].[3]
ولا يجوز أن نترك منطقة موريطانيا المعروفة اليوم لأن
هذه المنطقة تحت ولاية حكومة المرابطين التي نسب إليها الدولة من دول الغرب
الإسلامي. وكان اسمها في عهد المرابطين هو الصحراءَ الغربية. تعيش هناك قبائل
صنهاجة. وهذه القبائل الصنهاجية كانت امتدادا لقبائل صنهاجة التي كانت في الشمال
والتي تكونت منها الدولة الزيرية
الصنهاجية في المغرب الأدنى والأوسط. وهذه القبائل الصحراوية الجنوبية كانت تختلف
عن أقربائها في الشمال في أنها كانت تتلثم. ولهذا سميت بصنهاجة اللثام. وانتشر
الإسلام بين هذه القبائل عن طريق رحلات التجار أو من السرايا العسكرية.[4]
فكل من هذه المناطيق يعرف أيضا باسم بلاد المغرب.[5]
ثانيا كلمة العالم الملايوي هي كالعبارة عن الولاية
الإسلامية في جنوب شرقي آسيا. تلك العالم التي تشمل ماليزيا وإندونسيا وجنوب
ثايلاند والمناطق المجاور لها. وقد أثبت هذا الدكتور سليمان بن إبراهيم الباروحي:
[مصطلح العالم الملايوي دون جنوب شرقي آسيا][6]
إشارة على أنه يستعمل اصطلاح العالم الملايوي بدلا عن جنوب شرقي آسيا بسبب على أن
سبق استخدامه الباحثون من قبلي في رسائلهم العلمية.
والأصل في وضع هذا الاصطلاح من كلمة "ملايو" (Melayu) يعني شعب كبير الذين يشكلون
أغلبية كبرى من بين سكان جنوب شرقي آسيا قديما وحديثا. وأما الأجناس الأخرى فهي
إما قليلة العدد، مثل الصينيين الهنود والثايلانديين وغير ذلك. وإما أنها ليست من
القبائل الأصلية لجزر أو أرخبيل الملايو. فالملايويون موجودون بكثافة كبيرة في كل
من دولة إندونسيا الشقيقة ودولة ماليزيا ودولة بروناي دار السلام وولايات جنوب
ثايلاند وجزر جنوب فيليبين كما يشكلون أقليات السكان في بغض الدول الباقية مثل
دولة ثايلاند وسنغافورا وفيتنام وكمبودجيا.[7]
وكل الملايويين مسلمون بالاتفاق، مهما كانوا قديما
وحديثا. وقد أثبتت دراسة علمية متخصصة أن اسم الجنس الملايوي مقترن باسم الإسلام
اقترانا دائما ويلازمه ملازمة تامة. فلا تجد ملايوياً إلا وهو مسلم منذ الولادة!
وإذا وجدت من يدعي أنه ملايوي الجنسية وعلى غير دين الإسلام فاعلم أنه إما كذاب في
ادعاء انتمائه للجنس الملايوي وإما مرتد عنه وقد ولدته أمه على دين الإسلام.[8]
وزيادة على هذا فاستعمال "ملايو" إشارة أيضا
إلى اللغة المستعمل بها عند ملايويين حتى العرب الأوائل الذين جاءوا إلى جزر ملايو
يختارها كاللغة الوسائطية والاتصالية. وإلى هذا قد قال الأستاذ الدكتور سيد محمد
تجيب العطاس بشأن اللغة الملايوية حينما يقوم بإلقاء الخطبة التاريخية بمناسبة
ترقيته إلى درجة "الأستاذية" في 24 من يناير سنة 1972م أمام عدد من
الوزراء وسفراء الدول المتعددة وأكثر من مائتين من المستشرقين الغربيين والأساتذة
والباحثين الكبار من العالم الملايوي:[9]
من النظرة التاريخية أرى أن اختيار اللغة الملايوية من
قبل الدعاة الإسلاميين الأوائل الذين وصلوا إلى هذه الناحية (أي العالم الملايوي)
لغة اتصالية وساطية إسلامية ليس اختيارا تلقائيا بمحض الصدفة كأنما كان حصوله
بتقدير مقدر بحكم مسارات التاريخ وبحكم الصدفة. إنني أرى أن العرب الأوائل الذين
جاءوا إلى هذه المنطقة قد اختاروها اختيارا بإرادتهم لتكون اللغة الوسائطية
والاتصالية.[10]
وأما السبب على اختيار كلمة "العالَم" فهو من
كلمة "Alam"
في اللغة الملايوية فمعناه نفس المعنى باللغة العربية أي [و"العالم" كل
صنف من أصناف الخلق كعالم الحيوان وعالم النبات][11]
وهو بمعنى "world"
باللغة الإنجليزية. بناء على هذا قد استعمل العلماء المعاصرون في نسبة جنوب شرقي
آسيا باصطلاح "Alam
Melayu" (باللغة الملايوية ) و"Malay World" (باللغة الإنجليزية)
و"العالم الملايوي" (باللغة العربية).
الفصل
الأول
أثر
علماء الغرب الإسلامي على تأسيس الإسلام في العالم الملايوي
فإن الكلام حول تاريخ وكيفية تأسيس الإسلام في عالم الملايو يحيط به غموض شديد، وذلك يرجع إلى عدم توافر المصادر التي يمكن أن يتتبعها المؤرخون وعلى رأسها الوثيقة التاريخية المكتوبة، والنصب التذكاري، والأحجار المنقوشة، وغير ذلك من الآثار التاريخية كالتي وجدت بكثرة في آثار الهنود والغربيين.[12]
كما لم يعن أحد بتدوينه، ولا كانت له أحداث ووقائع تهم المؤرخين، فالفتح الإسلامي -
كما
هو
معروف - لم يتجاوز غرب الهند، والحروب المغولية لم تنحدر إلى الجنوب، ولكن الفكرة الإسلامية دخلت تدريجيا إلى تلك البلاد بواسطة التجار المسلمين عربا وغير عرب فشملت كل هذه البلاد.[13]
ومنذ دخول الأوربيين
إلى هذه الجزر في
أوائل القرن السادس عشر
الميلادي، والأبحاث تجري لمحاولة التعرف
على الوقت الذي دخل
فيه الإسلام إلى هذه
الجزر، غير أن بُعد
هذه البلاد عن مركز
الدعوة الإسلامية في البلاد
العربية، واستبعاد إرسال حملة
عسكرية إلى هذه البلاد
كتلك الحملات التي وجهت
إلى شمال أفريقيا وبلاد
السند وإيران، جعل محاولة
التعرف على بدء دخول
الإسلام إلى هذه الجزر
أمرا شاقا، ولاسيما إذا
انضم إلى هذا محاولة
تشويه الأجانب لحركة الدعوة
الإسلامية في شهذه البلاد.[14]
ولكننا نميل إلى
الرأي القائل: إن العرب
كان لهم مراكز تجارية
في هذه البلاد، ومع
هؤلاء العرب التجار منذ
القرن الأول الهجري والثامن
الميلادي، كان الإسلام يجد له
طريقا في قلوب أبناء
هذه الجزر وإلى هذا
الرأي يميل سير توماس أرنولد ويقوي رأيه
بما عثر عليه في
بعض المذكرات الصينية أنه
في عام 674 ميلادية،
قد عثر على داعية
عربي في سومطرا الشمالية.[15] وذلك
راجع إلى نظريات ثلاث حول دخول الإسلام إلى ماليزيا: النظرية الأولى : عن طريق العرب
مباشرة؛ والنظرية
الثانية : عن طريق الهنود
المسلمين؛ والنظرية
الثالثة : عن طريق الصين.[16]
قال أصحاب هذه
النظرية إن الإسلام جاء إلى عالم الملايو وماليزيا من البلاد العربية عن طريق
العرب أنفسهم. ومن بين هؤلاء الباحثين الذين يرون هذه النظرية ويؤيدونها تأييدا
قويا البروفيسور الدكتور الحاج عبد الملك أمر الله الشهير بالبروفيسور حمكا وهو
عالم من كبار علماء إندونيسيا، والأستاذ الدكتور متولي يوسف حسن شلبى الشهير
بالدكتور رؤوف شلبى. استند هؤلاء ببعض الأدلة والبراهين التي لها نصيب من الوجاهة
القوية.[17]
قال البروفيسور
الدكتور حمكا:[وأما أنا، فأتقدم بوجهة نظري، بأن دخول الإسلام (إلى إندونيسيا أولا
ثم ماليزيا) عن طريق العرب، وخاصة من مصر].[18]
ومن حججه، نذكر ما يلي مع التوضيح عند اللزوم، وهي[19]:
ü
أولا : شهادة الرحالة العربى ابن بطوطة، أن ملك باساي (Pasai) شافعي المذهب.
ü ثالثا
: أن أسماء وألقاب ملوك
باساي الأوائل كانت مشابهة
لأسماء الملوك من سلالة
صلاح الدين الأيوبى الذين
كانوا في مصر مثل
الملك الصالح، والملك العادل،
والملك المنصور وغير ذلك،
خلافا لملوك الهند وفارس،
حيث لم يتسموا بهذه الأسماء،
مع العلم أن لقب"شاه"
(الفارسي الأصل) جديد الاستعمال
وهو بعد قيام مملكة
ملاكا الإسلامية.
ü رابعا
: قدوم الحجاج الإندونيسيين إلى
مكة، وقد وصف ابن
بطوطة المذهب السائد لعموم
أهالي مكة أنه المذهب
الشافعي.[21]
ولو كان صحيحا أن
الإسلام قدم من الهند،
لاتخذ ملوك باساي
- الذين اعترف بسلطتهم خليفة
بني العباس، والذي كان
وقتئذ يتخذ مصر مقره،
تحت سيطرة ملوك الممالك - المذهب الحنفي مذهبا
لهم.
ü
خامسا
: هناك باحثون يقولون بأن
عظيم نفوذ الهند على
إسلاميات إندونيسيا، كان سببه
وجود مفاهيم صوفية هندية[22] شديدة العمق
لدى إسلاميات الشعب الإندونيسي،
ولكننا بعد التأمل لتاريخ
التصوف، نجد أن هذه
الظاهرة الصوفية لا يقتصر
انتشارها في إندونيسيا وحدها،
بل في معظم العالم
الإسلامي.[23]
ü
سادسا
: إن العلماء الأوائل[24] المذكورة أسماؤهم
في التاريخ، خاصة تاريخ
التصوف، والذين عاشوا في
أوائل القرن الرابع عشر
الميلادي - وهو عصر مملكة
باساي وعصر ابن بطوطة - لم يكونوا من
طلاب العلم لدى الهند،
أو بلاد فارس
(إيران)، بل
في جزيرة العرب.
فبعدما نختار قول
أن الإسلام قد جاء إلى العالم الملايوي عن طريق العرب مباشرة فنحن الآن نتفكر من
هم الذين جاؤوا إلى هذه الجزر ويدعون أهلها إلى الإسلام. وهذا البحث سيكشف عن
أعلام الغرب الإسلامي على تأسيس الإسلام في العالم الملايوي.
وأول من – بحسب
معرفتي وبحثي في هذا المبحث – ينشر الدعوة الإسلامية إلى هذه الجزر المهمة هو
الرحالة والمؤرخ المشهور ابن بطوطة رحمه الله الذي ولد سنة 703
هـ/1304 م وتوفي سنة 779 هـ / 1377 م. واسمه الكامل: محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي.[25]
ولد ونشأ في طنجة بالمغرب الأقصى. وخرج منها سنة 725 هـ، فطاف
بلاد المغرب ومصر والشام والحجاز والعراق وفارس واليمن والبحرين وتركستان وما وراء
النهر وبعض الهند والصين والجاوة (العالم الملايوي) وبلاد التتر وأواسط إفريقية. واتصل بكثير من الملوك والامراء،
فمدحهم - وكان ينظم الشعر - واستعان بهباتهم على أسفاره. وعاد إلى المغرب الاقصى، فانقطع إلى السلطان أبي
عنان (من ملوك بني مرين) فأقام في بلاده.[26]
كما أشرنا فيما مضى أنه قد زار جزيرة الجاوة.
وفي الحقيقة وهو لا يزور هذه الجزيرة وحدها بل زار بعض الجزر والمناطق الموجودة في
عالم الملايو. ولكن عندما ذكر ابن بطوطة كلمة الجاوة فمقصوده جميع الجزر التي تكون
اليوم بالعالم الملايوي. وأما المكان الذي زاره في هذه المناطق بالضبط فهو سومطرة
(Sumatra).
وعليه قال ابن بطوطة في رحلته: [ودخلنا إلى حضرة السلطان وهي مدينة سُمُطْرة[27]،
مدينة حسنة كبيرة، عليها سور خشب وأبراج خشب].[28]
وفي هذه الفترة الدولة المقصودة هي دولة الباساي (Pasai). وهي دولة إسلامية أسسها
السلطان الملك الصالح رحمه الله تعالى حولي سنة 1267م.[29]
وقد كتب ابن بطوطة عن أحوال هذا السلطان بقوله:
[وسلطان الجاوة هو السلطان الملك الظاهر[30]
من فضلاء الملوك وكرمائهم شافعي المذهب محب في الفقهاء يحضرون مجلسه للقراءة
والمذاكرة. وهو كثير الجهاد والغزو ومتواضع، يأتي إلى صلاة الجمعة ماشيا على
قدميه. وأهل بلاده شافعية محبون في الجهاد، يخرجون معه تطوعا، وهم غالبون على من
يليهم من الكفار والكفار يعطونهم الجزية على الصلح].[31]
وأخبر ابن بطوطة عن أحوال الإسلام في هذا البلد
الكريم. وهم يحبون على الإسلام وعلى مذاكرة الفقه الشافعي. وكانت مذاكرتهم لا تزال
إلى وقت العصر. والقاضي في هذه الدولة هو القاضي أمير سيّد. وقد شارك ابن بطوطة
نفسه في هذه المذاكرة. وأقام هناك خمسة عشر يوما.[32]
ومن الأعلام المهمة في تأسيس الإسلام في العالم
الملايوي وخاصة في أرخبيل جاوى (Jawa) هو مولانا مالك إبراهيم أو معروف أيضا باسم
"الشيخ المغربي" و"سونن جريسيك (Sunan Gresik)". ويعتبر أول مؤسس
لمدرسة دينية تقليدية تخرج الدعاة المسلمين الذين نشروا الدين الإسلامي في أنحاء
جزيرة جاوا. وهو يعتبر أيضا من الأولياء التسعة[33]
المعروفة من دعاة الإسلام الأوائل في هذه الجزيرة. وأصله من جوجرات الهندية.[34]
وقد روي أيضا أنه من المغرب جنوب أفريقيا بناء على لقبه: "الشيخ
المغربي".[35]
وهو من أهل بيت رسول الله عبر سيدنا حسين بن علي
بن أبي طالب. ونسبه: مالك إبراهيم بن بركات زين العالم بن جمال الدين الحسين بن
أحمد شاه جلال بن عبد الله بن عبد الملك بن علوي بن محمد صاحب مرباط بن علي خالع
قسم بن علوي بن محمد بن علوي (وإليه ينتسب العلويون) بن عبد الله (عبيد الله) بن
أحمد المهاجر إلى الله بن عيسى (النقيب) بن محمد بن علي العريضي بن الإمام جعفر الصادق
بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن حسين السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة
الزهراء بن رسول الله صلى الله عليه وسلم.[36]
وهو من رواد ناشري الشافعية البارزين بإندونسيا
وخاصة في جزيرة جاوا التي هي جزيرة من جزر العالم الملايوي. وقد توفي مولانا مالك
إبراهيم سنة 1419 م الموافق سنة 882 هـ في قرية "Gapurosukolilo" جريسيك (Gresik) بجاوى الشرقية.[37]
الفصل
الثاني
أثرهم
على دراسة العلوم الأساسية في العالم الملايوي
علماء الغرب الإسلامي مشهور باجتهادهم في العلم ولو
كانوا بعيدا من الحجاز الذي هو مركز نشر الإسلام وانتشار الثقافة الإسلامية في
العالم كله. ولو كانوا المغاربة في المغرب ليسوا عربيين أصليا[38]
ولا يتكلمون العربية كلغة التواصل ولكن باجتهادهم في نهاية الجهد وحبهم في العلم
والإسلام يغير أحوالهم إلى فصيح اللسان العربي ويفهمون العلوم الإسلامية جيدا في
مقام عالي. كم من كبار علماءهم ألفوا كتبا في العلوم الإسلامية حتى العلوم
الأساسية في فهم النصوص القرآنية والحديثية. ومؤالفاتهم لا زالت حتى اليوم وتدرس
حتى في الحرمين أو في الشرق الأقصى.
فمن أثرهم على دراسة العلوم الأساسية في العالم الملايوي
هو في العلم النحوي. كما نعرف معا أن النحو من أمر أساسي في فهم العلوم الإسلامية.
وفي كل مدارس إسلامية في كل دول من الدول الإسلامية يدرس النحو ويجعله كالمادة
الضرورية.
أشهر كتاب النحو الذي ألفه المغاربة هو المقدمة
الآجرومية لابن آجروم. اسمه الكامل أبو عبد الله محمد بن محمد بن داود الصنهاجي. وولد سنة 672 هـ/1273 م وتوفي سنة 723 هـ / 1323 م .وهو نحوي مشهور وقد شرح كتابه
المقدمة الآجرومية كثيرون. وله أيضا "فرائد المعاني في شرح حرز الأماني".
وله مصنفات أخرى وأراجيز. مولده ووفاته بفاس.[39]
المقدمة الآجرومية تقرأ في كل المدارس الإسلامية
الموجودة في العالم الملايوي لا سيما في المدارس العتيقة التقليدية. وقد شرحها بعض
علماء العالم الملايوي مثل "كشف المروطية عن ستور الآجرومية" لمحمد بن
عمر نووي الجاوي[40] و"تقريرات الآجرومية
للمدارس السلفية" لبعض الشيوخ في المدارس العتيقة بجاوى. وهذا الكتاب أهم
الكتاب لطلاب في المشرق الأقصى لا سيما لطلاب غير الناطقين اللغة العربية. وقال
الشيخ ميمون بن زبير السراني الحاج[41]
في محاضرته بتاريخ 13 سبتمبر 2011 م في جامعة ابن طفيل قنيطرة بالمغرب: "أول
الكتاب الذي دخل في صدري هو كتاب الآجرومية في النحو فأول العلم الذي دخل في صدري
هو علم علماء المغرب. فيلزم أن أزور المغرب".
وهذا الكتاب يترجم إلى أنواع اللغات المشهورة في العالم
الملايوي مثل اللغة الملايوية القديمة بالحروف العربية واللغة الجاوية بالحروف
العربية واللغة الإندونسية أو الماليزية الحديثة بالحروف اللاتينية. ومن أشهر
وأوسع الترجمة مع البيان والتعليق هو ترجمة الأستاذ
صالح
الدين صفوان خريج المدرسة
ليربايا (Lirboyo).
وقد طبعت هذه الترجمة إلى جزء واحد في دار الحكمة للطبع والنشر بمدينة جومبانغ (Jombang)
جاوى
الشرقية. وهذه الترجمة قد انتشرت بين طلاب المدارس العتيقة في إندونسيا وهو من أحسن الترجمة الموجودة اليوم.
والكتاب الأخر في علم النحو هو خلاصة ألفية لابن مالك. واسمه الكامل أبو عبد الله جمال الدين محمد
بن عبد الله ابن مالك الطائي الجياني. وهو أحد الأئمة في علوم العربية. ولد في جيان
(بالأندلس) وانتقل إلى دمشق فتوفي فيها سنة 672 هـ / 1274 م. وله "تسهيل الفوائد" في
نحو و"الضرب في معرفة لسان العرب" و"الكافية
الشافية" أرجوزة في نحو ثلاثة آلاف بيت و"سبك المنظوم وفك المختوم"
في نحو و"لامية الافعال" و"عدة الحافظ وعمدة اللافظ" رسالة، وشرحها،
و"إيجاز التعريف" في صرف و"شواهد التوضيح" و"إكمال الأعلام
بمثلث الكلام" و"تحفة المودود في المقصور والممدود" منظومةً، و"العروض"
و"الإعتضاد في الفرق بين الظاء والضاد" قصيدة من بحر البسيط على روي الظاء
المفتوحة.[42]
هذه المنظومة تقرأ أيضا في كل المدارس العتيقة في العالم
الملايوي. وهي مادة خاتمة لدراسة النحو في هذه المدارس. وهذا يدل على أهميته عند
طلبة العالم الملايوي. وعلّقه بعض الشيوخ في جزيرة جاوى إسهالا على الطلبة في فهمه
مثل "تقريرات ألفية ابن مالك" للشيخ زمراجي بن شيرازي الكنجاني[43]
وهذه التقريرات طبعت في هذه المدرسة كل سنة لطلبة هذه المدرسة. وكذلك تقريرات
متنوعات موجودة في المدارس العتيقة بإندونسيا مثل المدرسة هداية المبتدئين في
المعهد ليربايا (Lirboyo)
وغيرها.
وقد ترجم الأستاذ صالح الدين صفوان هذا النظم مع البيان إلى
اللغة الإندونسية. وهذه الترجمة طبعت بخمسة أجزاء في دار الحكمة للطبع والنشر
بمدينة جومبانغ (Jombang)
جاوى الشرقية سنة 2006. وهذه الترجمة قد انتشرت بين طلاب المدارس العتيقة في
إندونسيا وهو من أحسن الترجمة لهذه المنظومة.
وأما مؤلفاتهم في المنطق التي تدرس في عالم الملايو فهي
منظومة السلم المنورق في المنطق. وهذا الكتاب كتاب أساسي في علم المنطق. ومؤلِّفه هو اسمه عبد الرحمن بن الشيخ محمد الصغير بن محمد ابن عامر الأخضري.
وكنيته أبو زيد.[44]
وهو
من
أهل
بسكرة، في الجزائر.
ولد
سنة 918 هـ الموافق بـ 1512م.[45] وقد توفي الشيخ الأخضري سنة
983 هـ
الموافق بـ
1575 هـ.
وهو
دفن
بمسقط راسه بنطيوس
30 كلم
من
مدينة بسكرة إحدى ولايات الجزائر من ناحية الجنوب الشرقي.
ومقامه ومسجده قائم بها وقد دفن بجوار أمه حدة وبقية عائلته.[46]وقد شرح متن السلم بعض الشيوخ في العالم الملايوي. وقد
ترجم أيضا إلى اللغة الإندونسية في جزيرة جاوى بترجمة متنوعة.
ومن مؤلفاته المشهورة في العالم الملايوي هي منظومة الجوهر المكنون في الثلاثة فنون.[47]
هذا النظم يُقرأ كالمادة الأساسية في علم البلاغة بالمدارس العتيقة في إندونسيا وماليزيا وبلاد فطاني (جنوب تَيْلَند). فمن العادة هذا النظم يُدرس بعد انتهاء دراسة أليفة ابن مالك في العلم النحو والصرف.
وعلّقه بعض الشيوخ في جزيرة جاوى (Jawa) إسهالا على الطلبة في فهمه مثل
"تقريرات الجوهر المكنون" للشيخ زمراجي بن شيرازي الكنجاني. وهذه
التقريرات طبعت في هذه المدرسة كل سنة. وكذلك تقريرات متنوعات موجودة في المدارس
العتيقة بإندونسيا مثل المدرسة هداية المبتدئين في المعهد ليربايا (Lirboyo) وغيرها.
وقد ترجم الأستاذ صالح الدين صفوان هذا النظم مع البيان
إلى اللغة الإندونسية. وهذه الترجمة طبعت بثلاثة أجزاء في دار الحكمة للطبع والنشر
بمدينة جومبانغ (Jombang)
جاوى الشرقية سنة 2007. وهذه الترجمة قد انتشرت بين طلاب المدارس العتيقة في
إندونسيا وهو من أحسن الترجمة لهذه المنظومة.
الفصل
الثالث
أثرهم
على التصوف في العالم الملايوي
قبل ما نبحث عن هذا الفصل يجب أن نعلم بأن هذه الدراسة
ليست الدراسة النقدية بل هي الدراسة من جانب التاريخ ومعرفة العلاقة والتواصل بين
الغرب الإسلامي والعالم الملايوي. فلا مجال في نقد أثر دعوتهم وتحليل حقيقة صحة
دعوتهم أو بدعيتهم.
وأثر علماء الغرب الإسلامي على التصوف في العالم
الملايوي ليس كثيرا مثل أثرهم على العلوم الأساسية. ربما هذا بسبب بُعد مسافتهما.
فمثلا دعوة المتصوفة في مجال طرقهم الصوفية لا تدخل إلى العالم الملايوي إلا
الطريقة التيجانية التي هي الطريقة الجديدة المُؤَسَّسة في القرن الثامن عشر الميلادي.[48]
وقد دخلت هذه الطريقة إلى العالم الملايوي في بداية
القرن العشرين. وقد أفتى مجلس العلماء الإندونسيين في ولاية "سوكابومي"
(Sukabumi)
بجاوى الغربية على أن هذه الطريقة ضلالة. كما قال عنها رئيسهم بولاية سوكابومي
الكياهي زينزين زين العابدين: [رجوعا من عشرة توفيرات مركز مجلس العلماء
الإندونسيين، بأن الطريقة التيجانية ضلالة بسبب على عناصير أعمالهم. وهي باطلة وقد
خرجة من الأحكام (المثبتة) أو الشريعة الإسلامية] .[49]
وفي وقت أخر قد بيَّن نفس الرئيس بعدم ضلالة هذه الطريقة كلياً بل الفتوى السابق
إنما يتخصص إلى أحد من زعيمها المسمى بـ"سومَرنا".[50]
وأما آثار علماء الغرب الإسلامي الأخرى التي تدخل العالم
الملايوي فهي كتاب صلوات دلائل الخيرات للإمام الجزولي. اسمه محمد بن سليمان بن داود بن بشر الجزولي السملالي الشاذلي توفي سنة 870
هـ / 1465 م. من أهل سوس المراكشية.
تفقه بفاس، وحفظ (المدونة) في فقه مالك، وغيرها. وحج وقام بسياحة طويلة. ثم استقر بفاس،
وبها ألف كتابه.[51] هذا الكتاب يقرأ في بعض
الزوايا الصوفية الموجودة في جزيرة جاوى.[52]
الفصل
الرابع
أثرهم
على العلوم الأخرى في العالم الملايوي
كما بيَّنتُ فيما مضى أن علماء الغرب الإسلامي لا يؤثر
مسلمين في عالم الملايو على قضية واحدة مخصوصة فقط بل في القضايا المتنوعة أيضا. وأحيانا
هذه القضايا ليست في الأمور المحتاج إليها بل في الأمور الخطيرة.
فمثلا أثرهم على علم الحروف والسحور والخواص قد وصل إلى
العالم الملايوي. وقد رأيت في بعض الأماكن هناك قراءة كتاب شمس المعارف الكبرى
للبوني. واسمه الكامل: أبو
العباس أحمد بن علي بن يوسف البوني: صاحب المصنفات في "علم
الحروف" متصوف مغربي الأصل. نسبته إلى بونة بأفريقية، على الساحل. وتوفي بالقاهرة سنة 622 هـ /
1225 م. له "شمس المعارف الكبرى" ويسمى أيضا "شمس
المعارف، ولطائف العوارف، في علم الحروف والخواص" أربعة أجزاء. وله "اللمعة
النورانية" في مغنيسا وفى جامعة الرياض و"المسك الزاهر" في علم الحرف
بالأزهرية و"شمس المعارف الوسطى" و"شمس المعارف الصغرى" ذكرهما
عبيد في تعليقاته ورسالة في "شرح اسم الله الأعظم" وثانية في "فضل بسم
الله الرحمن الرحيم" و"مواقف الغايات في أسرار الرياضيات" رسالة في
الأزهرية.[53]
وأما أثرهم في الدراسة الفقهية فلا تدرس في العالم
الملايوي لأن مذهب المسلمين هناك مذهب الشافعي ومذهب الفقه في الغرب الإسلامي هو
المذهب المالكي. ولكن هناك أحد من آثار علماء الغرب الإسلامي الذي يقرأ في جامعة
دار السلام الإسلامية "كونتور" في فونوروكو إندونسيا. وهو "بداية
المجتهد" في فقه المقارن للإمام ابن رشد. واسمه الكامل: أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن
رشد الأندلسي، فيلسوف الأندلسي من أهل قرطبة. يسميه الأفرنج "Averroes" عني بكلام أرسطو وترجمه إلى
العربية، وزاد عليه زيادات كثيرة. وصنف نحو خمسين كتابا، منها "فلسفة ابن رشد"
وتسميته حديثة وهو مشتمل بعض مصنفاته، و"التحصيل" في اختلاف مذاهب العلماء،
"وتهافت التهافت" في الرد على الغزالي.[54]
الخاتمة
بعدما انتهينا في الكلام عن أثر علماء الغرب الإسلامي
على الدعوة الإسلامية في العالم الملايوي فنخلص نتائج البحث التي توصلنا إليها
كما يلي:
1. أن أثر علماء الغرب
الإسلامي على الدعوة الإسلامية في العالم الملايوي رجلان مهمان وهما محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي
ومولانا مالك إبراهيم أو معروف أيضا باسم "الشيخ المغربي".
2. وآثار علماء الغرب
الإسلامي على العلوم الأساسية في العالم الملايوي هي المقدمة الآجرومية لابن آجروم
وخلاصة ألفية لابن مالك ومنظومة السلم المنورق في المنطق للأخضري ومنظومة الجوهر المكنون في الثلاثة فنون لنفس المؤلف.
3. وأثر علماء الغرب
الإسلامي على التصوف في العالم الملايوي ليس كثيرا. وهناك الطريقة التيجانية ولو
كانت ليقبلها بعض علماء العالم الملايوي. وأثرهم الأخر هو كتاب الدلائل الخيرات
للجزولي.
4.
وأثر علماء الغرب الإسلامي على العلوم الأخرى في العالم
الملايوي مثل في علم الحروف والسحور هو شمس المعارف الكبرى للبوني. وأما في الفقه
الإسلامي فهو بداية المجتهد في فقه المقارن للإمام ابن رشد.
قد تمت الدراسة عن أثر علماء الغرب الإسلامي على
الدعوة الإسلامية في العالم الملايوي. فظهر لنا أن العلاقة بين الغرب الإسلامي
والعالم الملايوي علاقة قوية وبنيت منذ بداية دخول الإسلام حتى الآن. لا سيما
بذهاب الطلاب من عالم الملايو للدراسة في المغرب اليوم. وهم سيرجعون إلى بلدانهم
بالفكرة الإسلامية المتأثرة بعلماء الغرب الإسلامي. وأنا أسأل الله العفو
والمغفرة. ونفعنا بعلوم علمائهم آمين.
المصادر
والمراجع
1.
أحمد، دسوقى الحاج. كتاب اختصار التاريخ
الإسلامي (باللغة الملايوية). كوالا لمبور: مجمع اللغة والكتب وزارة التعليم الماليزية، 1974م.
2.
الأخضري، عبد الرحمن بن محمد. متن الجوهر المكنون في
الثلاثة فنون ضمن الموسوعة المنتخبة من المتون الشرعية المتداولة. الدار
البيضاء: دار الرشاد الحديثية، 2010م.
3.
أرنولد، سير توماس والكار. الدعوة إلى الإسلام
(باللغة الإنجيليزية). ويستمنستر: أرشيبالد كونستابل، 1896م.
4.
الأزمي، أحمد. الطريقة التجانية في المغرب والسودان
الغربي خلال القرن التاسع عشر الميلادي. دون المكان: وزارة الأوقاف والشؤون
الإسلامية المملكة المغربية، 2000م.
5.
الباروحي،
سليمان بن إبراهيم. الطرق الصوفية في ماليزيا وأثرها على الدعوة الإسلامية.
سرمبان: دار الإفتاء بولاية نجري سمبيلن ماليزيا، 2002م.
6.
الباروحي، سليمان بن إبراهيم. دراسة لمنهج الصوفية في
الدعوة إلى الله في عالم الملايو. مقالة علمية مقدمة في المؤتمر الدولي في التصوف:
منهج
أصيل
للإصلاح بمركز مؤتمرات الأزهر الشريف في الفترة من السبت 26 شوال إلى 28 شوال 1432هـ الموافق 24 سبتمبر
إلى
26 سبتمر2011م. تؤخذ من " http://hanputra.blogspot.com/2011/11/muktamar-sufi-2011-senarai-pembentang.html".
7.
التهامي،
إبراهيم. جهود علماء المغرب في الدفاع عن عقيدة أهل السنة. بيروت: مؤسسة
الرسالة ناشرون، 2012م.
8.
حمكا، عبد الملك بن كريم أمر الله. التصوف: تطورات
وتطهيره (باللغة الملايوية). جاكرتا: فستاك فنجيماس، 1986م.
9.
الزركلي،
خير الدين. الأعلام. بيروت: دار العلم للملايين، 1979م.
10.
شلبى، عبد الجليل. معركة التبشير: حركات
التبشير والإسلام في آسيا وأفريقيا وأوربا. القاهرة
: مؤسسة الخليج العربي، 1989م.
11.
ضيف، شوقي والآخرون. المعجم الوسيط. القاهرة:
مكتبة الشروق الدولية، 2008م.
12.
العطاس،
سيد محمد نجيب. الإسلام في تاريخ وحضارة الملايو (باللغة الملايوية). كوالا
لمبور: فنربيتن يونيبرسيتي ملايا، 1977.
13.
ابن طوطة، محمد بن عبد الله.
تحفة النظار في غرائب الأمصار، تحقيق: طلال حرب. بيروت: دار الكتب العلمية،
2011م.
14.
عبد الصمد، محي الدين. الحجج القطعية في صحة
المعتقدات والعمليات النهضية. سورابايا: خير جليس كتاب، 2007م.
15.
الفقى،
عصام الدين عبد الرؤوف. تاريخ المغرب والأندلس. القاهرة: مكتبة النهضة،
1984م.
16.
مخلوف،
محمد بن محمد. شجرة النور الزكية في طبقات المالكية. القاهرة: المطبعة
السلفية، 1349هـ
17.
ابن نوح، عبد الله. الإمام المهاجر ما له ولنسله
وللأئمة من أسلافه من الفضائل والمآثر. جدة: دار الشروق، 1400هـ.
18.
" عبد_الرحمن_الأخضريhttp://ar.wikipedia.org/wiki/
"
19.
" بلاد_المغربhttp://ar.wikipedia.org/wiki/ "
20.
"http://id.wikipedia.org/wiki/Kesultanan_Samudera_Pasai"
21.
"http://id.wikipedia.org/wiki/Sunan_Gresik"
22.
"http://radarsukabumi.com/?p=17855"
23.
"http://kinoyzious.blogspot.com/2012/08/mui-thariqoh-tijaniyah-tidak-sesat.html"
"http://www.suaramerdeka.com/harian/0601/11/pan17.htm"
[2] إبراهيم
التهامي، جهود علماء المغرب في الدفاع عن عقيدة أهل السنة (بيروت: مؤسسة
الرسالة ناشرون، 2012م)، 19.
[4] عصام الدين عبد
الرؤوف الفقى، تاريخ المغرب والأندلس (القاهرة: مكتبة النهضة، 1984م)، 251.
[6] سليمان بن
إبراهيم الباروحي، الطرق الصوفية في ماليزيا وأثرها على الدعوة الإسلامية
(سرمبان: دار الإفتاء بولاية نجري سمبيلن ماليزيا، 2002م)، 23.
[7] نفس المصدر،
637.
[8] نفس المصدر.
[9] نفس المصدر، 37.
[10] سيد محمد نجيب
العطاس، الإسلام في تاريخ وحضارة الملايو (باللغة الملايوية)، (كوالا
لمبور: فنربيتن يونيبرسيتي ملايا، 1977)، 36.
[11] شوقي ضيف
والآخرون، المعجم الوسيط (القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، 2008م)، 646.
[12] دسوقى
الحاج أحمد، كتاب اختصار التاريخ الإسلامي
(باللغة الملايوية)، (كوالا لمبور: مجمع اللغة والكتب وزارة التعليم الماليزية، 1974م)، 511.
[13] عبد
الجليل شلبى، معركة التبشير:
حركات التبشير
والإسلام في آسيا وأفريقيا وأوربا (القاهرة
: مؤسسة الخليج العربي، 1989م)، 104.
[14] سليمان بن
إبراهيم الباروحي، دراسة لمنهج الصوفية في الدعوة إلى الله في عالم الملايو،
مقالة علمية مقدمة في المؤتمر الدولي في التصوف: منهج أصيل للإصلاح بمركز مؤتمرات
الأزهر الشريف في الفترة من السبت
26 شوال إلى 28 شوال 1432هـ الموافق
24 سبتمبر إلى
26 سبتمر2011م (تؤخذ من " http://hanputra.blogspot.com/2011/11/muktamar-sufi-2011-senarai-pembentang.html"
في تاريخ 27- 11-2011)، 3.
[15] سير توماس
والكار أرنولد، الدعوة إلى الإسلام (باللغة الإنجيليزية)، (ويستمنستر: أرشيبالد
كونستابل، 1896م)، 294.
[16] الباروحي، الطرق،
64.
[17] نفس المصدر، 65.
[18] عبد الملك بن
كريم أمر الله حمكا، التصوف: تطورات وتطهيره (باللغة الملايوية)، (جاكرتا:
فستاك فنجيماس، 1986م)، 232.
[19] نفس المصدر؛
وانظر أيضا: الباروحي، دراسة لمنهج الصوفية، 5.
[20] لعل ذلك في عهد
ابن خلدون.
[21] لعل ذلك في عهد
ابن بطوطة.
[23] يريد
المؤلف أن يقول ويؤكد أن الظاهرة الإسلامية في الشعب الإندونيسي المتشابهة بما في المسلمين الهنود لا تعنى بالضرورة أنهم أخذوا الإسلام من الهند، لأن تلك الظاهرة عالمية لا تقتصر على المسلمين الإندونيسيين وحدهم. انظر:
الباروحي، دراسة لمنهج الصوفية، 5.
[26] نفس المصدر.
[27] المقصود
بـ"سمطرة" هناك هو سومطرة.
[28] محمد بن عبد الله بن طوطة، تحفة النظار في غرائب
الأمصار، تحقيق: طلال حرب (بيروت: دار الكتب العلمية، 2011م)، 619.
[30] اسمه الكامل:
السلطان محمود مالك الظاهر. انظر: نفس المصدر.
[32] نفس المصدر،
621-622.
[33] وفي
القرن التاسع الهجري
(الخامس عشر الميلادي)
اشتهر في عالم الملايو خاصة في جزيرة جاوا الإندونيسية قصة الأولياء التسعة.
كان
هؤلاء الأولياء التسعة من الدعاة الأوائل في هذه الجزيرة التي كان شعبها يعتنق الديانة الهندوسية والبوذية.
ويسمى هؤلاء الأولياء التسعة لأنهم كونوا أنفسهم كفريق الدعاة المكون من رجال لا يزيد عددهم عن تسعة دعاة في وقت واحد، ويسمى رئيسهم الولي، وعندما توفي أحد منهم يحل محله داعية آخر ليكون العدد تسعة أفراد.
وبالفعل اشتهر من بينهم تسعة دعاة شهرة كبيرة تفوق الباقين. وهم مولانا
مالك إبراهيم ورادين رحمة وسونان مخدوم إبراهيم ورادين فاكو والشريف هداية الله
وجعفر الصادق ورادين فراووتو (Raden Prawoto) وشريف الدين ورادين محمد الشهيد.
انظر: محي الدين عبد الصمد، الحجج القطعية في صحة المعتقدات والعمليات النهضية
(سورابايا: خير جليس كتاب، 2007م)، 16.
[34] الباروحي، دراسة،
10.
[36] عبد الله بن
نوح، الإمام المهاجر ما له ولنسله وللأئمة من أسلافه من الفضائل والمآثر
(جدة: دار الشروق، 1400هـ)، 125.
[38] لأنهم من جنس البربري
أو الأمازيغي.
[40] وهو محمد بن عمر نووي الجاوي البنتني إقليما، التناري بلدا. مفسر، متصوف، من فقهاء الشافعية. هاجر إلى مكة، وتوفي بها سنة 1316 هـ/1898م. عرفه (تيمور) بعالم
الحجاز. له مصنفات كثيرة، منها "مراح لبيد لكشف
معنى القرآن المجيد" مجلدان، وهو تفسيره، و "مراقي العبودية" شرح لبداية
الهداية للغزالي، فرغ من تأليفه سنة 1289 هـ، و "قامع الطغيان على منظومة شعب
الايمان" و "قطر الغيث في شرح مسائل أبي الليث" و "عقود اللجين في بيان حقوق الزوجين" و "نهاية
الزين بشرح قرة العين" في فقه، و"شرح فتح الرحمن" تجويد، و"نور
الظلام" في شرح قصيدة "عقيدة العوام" لأحمد المرزوقي، و"مرقاة
صعود التصديق" في تصوف، في شرح "سلم التوفيق" لابن طاهر، المتوفى سنة
1272 و"كاشفة السجا، في شرح سفينة النجا" في أصول الدين والفقه. انظر: الزركلي، الأعلام، ج 6، 318.
[41] وهو ميمون بن
زبير من قرية سرانغ (Sarang)
بجاوى الوسطى إندونسيا. وهو درس في المدرسة ليربايا بكديري جاوى الشرقية. ورحل إلى
مكة المكرمة وأقام هناك للدراسة عند بعض شيوخ مكة. ورجع إلى إندونسيا. وهو الآن
مدير المعهد الديني الأنوار بقريته سرانغ. وهذه المدرسة من أشهر المدرسة في جاوى
وقد بلغ تلاميذه أكثر من أربع ألاف طالبا.
[42] الزركلي، الأعلام،
ج 6، 233.
[43] وهو الشيخ
زمراجي بن شيرازي. درس في المدرسة الدينية السلفية بترمس (Tremas) جاوى الشرقية عند الشيخ دمياطي
يعني أخ شقيق للشيخ محفوظ الترمسي (ت. 1338 هـ) صاحب موهبة ذي الفضل ومنهج ذوي
النظر لشرح ألفية السيوطي. وانتقل إلى المدرسة ليربايا وصار أستاذا عالما متقنا في
هذه المدرسة. ورحل إلى المدارس الأخرى في جزيرة جاوى أيضا للدراسة عند بعض الشيوخ
الجاوية المشهورة. ورجع إلى قريته كنجانغ (Kencong) وأصبح مديرا لمدرسة جده اسمها المعهد روضة العلوم
وأسس المدرسة الدينية النظامية. وله تلاميذ كثيرة من جزر العالم الملايوي. توفي
سنة 1999 م في بيت أخ زوجته بكديري. وهو أحد من شيوخ الباحث. أسكنه الله في جنته
آمين.
[44] محمد بن محمد
مخلوف، شجرة النور الزكية في طبقات المالكية (القاهرة: المطبعة السلفية،
1349هـ)، ج 1، 285.
[46] الزركلي، الأعلام، ج 3، 331؛ يؤخذ من" عبد_الرحمن_الأخضريhttp://ar.wikipedia.org/wiki/ "
في تاريخ 4-6-2012.
[47] عبد الرحمن بن محمد الأخضري، متن الجوهر المكنون في
الثلاثة فنون ضمن الموسوعة المنتخبة من المتون الشرعية المتداولة (الدار
البيضاء: دار الرشاد الحديثية، 2010م)، ج 2، 277.
[48] أحمد الأزمي، الطريقة
التجانية في المغرب والسودان الغربي خلال القرن التاسع عشر الميلادي (دون
المكان: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المملكة المغربية، 2000م)، ج 1، 71.
[50] يؤخذ من "http://kinoyzious.blogspot.com/2012/08/mui-thariqoh-tijaniyah-tidak-sesat.html"
في تاريخ 29- 12-2012).
[51] الزركلي، الأعلام،
ج 6، 151.
[53] الزركلي، الأعلام،
ج 1، 174.
[54] نفس المصدر، ج
5، 318.