Sunday, November 27, 2011

Kajian Manhaj Sufi dalam Berdakwah kepada Allah di Alam Melayu - Dr. Sulaiman bin Ibrahim al-Baruhi

Pada kesempatan kali ini, penulis ingin berkongsi bersama sebuah tulisan yang sangat menarik dan berilmiah. Tulisan ini ditulis oleh seorang anak jati Melayu dalam bahasa Arab pada Muktamar Sufi Sedunia yang Pertama pada 24-26 September 2011 di Markaz Muktamar University al-Azhar, Mesir (http://www.soufia-hd.net/showthread.php?t=634). Sememangnya, penulis sudah lama mengiktiraf Dr. Sulaiman bin Ibrahim al-Baruhi dalam keilmuannya serta bahasa Arabnya. Bagi penulis, sangat susah untuk menjumpai orang Melayu yang dapat menulis dalam bahasa Arab seperti apa yang ditulis oleh Dr. Sulaiman.

Bahkan, ketika penulis bertemu dengan seorang murid tahun terakhir di Jami' Qarawiyyin (University Tertua Dunia), beliau berkata: "aku ada baca satu tulisan orang Malaysia yang sangat bagus. Waktu itu kami temui di Jami' Qarawiyyin. Buku tersebut bernama 'الطرق الصوفية في ماليزيا وأثرها على الدعوة الإسلامية والمجتمع الإسلامي'. Terus terang, aku sangat kagum dengan beliau". Buku yang dimaksud adalah thesis master beliau sewaktu di University al-Azhar dan dikeluarkan oleh Fakulty Usuluddin, University al-Azhar (http://books.google.com/books/about/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%82_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%A9_%D9%81%D9%8A_%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A.html?id=JpdvQgAACAAJ). Karya ini pernah dicetak dalam bahasa Arab oleh Jabatan Mufti Negeri Sembilan pada tahun 2002. Tapi sayangnya, penulis pernah membaca ia telah disenarai 'haram' oleh Jakim di dalam buku keluaran Jakim tentang nama-nama buku yang diharamkan. Dalam buku tersebut, judul thesis ini diterjmahkan di dalam bahasa Melayu. Apakah alasannya, penulis tidak tahu. Mungkin ini adalah sebab susah bagi penulis untuk mencari buku tersebut. Walaubagaimanapun, Dr. Sulaiman bin Ibrahim al-Baruhi adalah orang yang perlu kita sanjungi. Berikut adalah Makalah beliau di seminar international tersebut:

دراسة لمنهج الصوفية في الدعوة إلى الله في عالم الملايو

إعداد:
الدكتور سليمان بن إبراهيم الباروحي الماليزي
كلية أصول الدين (عقيدة ودعوة)
بجامعة السلطان الشريف علي الإسلامية
بدولة بروناي دار السلام
(1431هـ/2010م)


بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
 
الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
أشهد أن لآ إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا رسول الله وخاتم النبيين المبعوث رحمة للعالمين.
قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز الحكيــم : ((قد أفلح  من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى *  بل تؤثرون الحياة الدنيا *  والآخرة خير وأبقى))([1]). وقال أيضا: ((يآأيتـها النفس المطمئنة *  ارجعي إلى ربك راضية مرضية *  فادخلي في عبادى *  وادخلي جنتي))([2]).
وبعد ؛
فإن الكلام حول تاريخ وكيفية دخول الإسلام إلى ماليزيا وعالم الملايو يحيط به غموض شديد، وذلك يرجع إلى عدم توافر المصادر التي يمكن أن يتتبعها المؤرخون وعلى رأسها الوثيقة التاريخية المكتوبة، والنصب التذكاري، والأحجار المنقوشة، وغير ذلك من الآثار التاريخية كالتي وجدت بكثرة في آثار الهنود والغربيين([3]). كما لم يعن أحد بتدوينه، ولا كانت له أحداث ووقائع تهم المؤرخين، فالفتح الإسلامي - كما هو معروف - لم يتجاوز غرب الهند، والحروب المغولية لم تنحدر إلى الجنوب، ولكن الفكرة الإسلامية دخلت تدريجيا إلى تلك البلاد بواسطة التجار المسلمين عربا وغير عرب فشملت كل هذه البلاد ([4]).
ومنذ دخول الأوربيين إلى هذه الجزر في أوائل القرن السادس عشر الميلادي، والأبحاث تجري  لمحاولة التعرف على الوقت الذي دخل فيه الإسلام إلى هذه الجزر، غير أن بُعد هذه البلاد عن مركز الدعوة الإسلامية في البلاد العربية، واستبعاد إرسال حملة عسكرية إلى هذه البلاد كتلك الحملات التي وجهت إلى شمال أفريقيا وبلاد السند وإيران، جعل محاولة التعرف على بدء دخول الإسلام إلى هذه الجزر أمرا شاقا، ولاسيما إذا انضم إلى هذا محاولة تشويه الأجانب لحركة الدعوة الإسلامية في هذه البلاد ([5]).
ولكننا نميل إلى الرأي القائل:إن العرب كان لهم مراكز تجارية في هذه البلاد، ومع هؤلاء العرب التجار منذ القرن الأول الهجري والثامن الميلادي، كان الإسلام يجد له طريقا في قلوب أبناء هذه الجزر وإلى هذا الرأي يميل سير توماس أرنولد([6]) ويقوي رأيه بما عثر عليه في بعض المذكرات الصينية أنه في عام 684 ميلادية، قد عثر على داعية عربي في سومطرا الشمالية([7]).كما نستريح إلى الرأي القائل:إن الصوفية هم من الدعاة الأوائل الذين قاموا بنشر الدعوة في هذه المنطقة. وذلك راجع إلى نظريات ثلاث حول دخول الإسلام إلى ماليزيا:
النظرية الأولى : عن طريق العرب مباشرة.
النظرية الثانية : عن طريق الهنود المسلمين.
النظرية الثالثة : عن طريق الصين.
وهذا البحث لا يسع للحديث المفصل عن هذه النظريات الثلاث،ولكنني بعد الدراسة([8])أؤيد النظرية الأولى التي تقولإن الإسلام جاء من العرب مباشرة.
قال أصحاب هذه النظرية إن الإسلام جاء إلى عالم الملايو وماليزيا من البلاد العربية عن طريق العرب أنفسهم. ومن بين هؤلاء الباحثين الذين يرون هذه النظرية ويؤيدونها تأييدا قويا البروفيسور الدكتور الحاج عبد الملك أمر الله الشهير بالبروفيسور حمكا وهو عالم من كبار علماء إندونيسيا  ([9])، والأستاذ الدكتور متولي يوسف حسن شلبى الشهير بالدكتور رؤوف شلبى ([10]). استند هؤلاء ببعض الأدلة والبراهين التي لها نصيب من الوجاهة القوية.
قال البروفيسور الدكتور حمكا ([11]) : وأما أنا، فأتقدم بوجهة نظري، بأن دخول الإسلام (إلى إندونيسيا أولا ثم ماليزيا) عن طريق العرب، وخاصة من مصر.
ومن حججه، نذكر ما يلي مع التوضيح عند اللزوم، وهي ([12]):
أولا : شهادة الرحالة العربى ابن بطوطة، أن ملك باساي (Pasai) شافعي المذهب.
ثانيا : قول ابن خلدون، الذي عاصر ابن بطوطة، في مقدمته، إن مصر هي أكبر بلاد الشافعيين ([13]).
ثالثا : أن أسماء وألقاب ملوك باساي الأوائل كانت مشابهة لأسماء الملوك من سلالة صلاح الدين الأيوبى الذين كانوا في مصر مثل الملك الصالح، والملك العادل، والملك المنصور وغير ذلك، خلافا لملوك الهند وفارس، حيث لم يتسموا  بهذه الأسماء، مع العلم أن لقب شاه (الفارسي الأصل) جديد الاستعمال وهو بعد قيام مملكة ملاكا الإسلامية.
رابعا : قدوم الحجاج الإندونيسيين إلى مكة، وقد وصف ابن بطوطة المذهب السائد لعموم أهالي مكة أنه المذهب الشافعي ([14]). ولو كان صحيحا أن الإسلام قدم من الهند، لاتخذ ملوك باساي - الذين اعترف بسلطتهم خليفة بني العباس، والذي كان وقتئذ يتخذ مصر مقره، تحت سيطرة ملوك الممالك - المذهب الحنفي مذهبا لهم.
خامسا : هناك باحثون يقولون بأن عظيم نفوذ الهند على إسلاميات إندونيسيا، كان سببه وجود مفاهيم صوفية هندية([15]) شديدة العمق لدى إسلاميات الشعب الإندونيسي، ولكننا بعد التأمل لتاريخ التصوف، نجد أن هذه الظاهرة الصوفية لا يقتصر انتشارها في إندونيسيا وحدها، بل في معظم العالم الإسلامي ([16]).
سادسا : إن العلماء الأوائل([17]) المذكورة أسماؤهم في التاريخ، خاصة تاريخ التصوف، والذين عاشوا في أوائل القرن الرابع عشر الميلادي - وهو عصر مملكة باساي وعصر ابن بطوطة - لم يكونوا من طلاب العلم لدى الهند، أو بلاد فارس (إيران)، بل في جزيرة العرب.
التعريف ببعض الدعاة الصوفية الأوآئل
إن أول صوفي عرف في هذه الفترة المبكرة جاء من البلاد العربية هو الشيخ عبد الله العارف.قال الأستاذ الحاج وان محمد صغير :
هذا الاسم (أي الشيخ عبد الله العارف) في لغتنا الملايوية يفيد معنى عبد الله العارف الحكيم، وهو من يعرف الرب حق المعرفة، أو بكلمة أخرى في اصطلاح التصوف "ولي الله". إنه لواحد من هؤلاء الوافدين إلى بلادنا مع المبلغين الدعاة الآخرين ومنهم صاحبه الشيخ إسماعيل ظفي، ومن المحتمل أن يكون هذان الصوفيان قد لقيا أو تتلمذا على يدي ولي الله الشهير وهو عبد القادر الجيلاني (471هـ/1079م-561هـ/1166م). وكان هذا الصوفي المؤسس للطريقة القادرية -حسبما قاله إيه. عيم. زين الدين ([18])- قد زار أتشيه لنشر طريقته ([19]).
وكان للشيخ عبد الله العارف كتاب في التصوف وهو كتاب (بحر اللاهوت)، وهو مكتوب باللغة العربية، ولعل الشيخ عبد الله عالم صوفي له أكثر من مؤلف في التصوف، غير أننا لم نعثر حتى الآن إلا على هذا الكتاب. قال الأستاذ وان محمد صغير ([20]) :
حصلتُ على نسخة (أي نسخة مخطوطة يدوية) هذا الكتاب من رجل من ذرية الشيخ يوسف تاج الخلواتى (عالم صوفي في بوجيس)([21]). ولعل الشيخ يوسف تسلم هذا الكتاب من أحد أساتذته في أتشيه، والذي تم نقله إلى سولاويسى (Sulawesi)، ويتوارث جيلا بعد جيل حتى بعد فترة طويلة، نقله أحد أحفاده إلى ولاية كاليمنتان الغربية (Kalimantan Barat).
ويُلمس من هذا، أن تناقل هذا الكتاب من مكان إلى مكان، وتوارثه من جيل إلى جيل، ويظل حتى الآن([22]) سالما مقروءا دليل على أنه كتاب محفوظ ومقروء من جيل إلى جيل، ومتداول بين طلاب العلم، مما يؤكد على أن للكتاب آثاره ومكانته الخاصة لدى بعض المسلمين، وإن كانت غير ملموسة بوضوح. وهذا الأثر يزداد وضوحا بالعثور على النسخة المترجمة للكتاب من اللغة العربية إلى اللغة الملايوية، وكان يعتقد أنه تمت ترجمته في عهد مملكة ملاكا الإسلامية، وتحمل النسخة المترجمة اسم بحر اللاهوت([23]) أيضا.
وهناك شيخ عربي داعية إلى الإسلام آخر، ويدعى أيضا الشيخ عبد الله ([24])، وقد زار ولاية قدح، فعن هذه الزيارة، ذكر كتاب تاريخ سلسلة ولاية قدح ([25]) : أن الإسلام جاء إلى ولاية قدح سنة 531هـ، وكان على يدي الشيخ عبد الله، وكانت هذه السنون تدخل حدود القرن الثاني عشر الميلادي. ثم قال الأستاذ وان محمد صغير بصدد هذا الشيخ العربي ([26]) :
أعتقد أن الشيخ عبد الله الذي جاء من إحدى البلاد العربية هو عالم صوفي كذلك. وهو الذي سَمَّى الولاية باسم ولاية قدح دار الأمان، والذي يبقى حتى اليوم. لقد كان انتشار الإسلام بقدح تم سريعا، وفي مدة خمس سنوات فقط، ولعل ذلك يرجع سببه إلى نجاجه في دعوة ملك الولاية إلى الإســلام، وكان الـملك سري فــادوكا مهاراجا دربر راج([27]) يطيع كل تعاليم الشيخ بكل صدر رحب.
ولكن هذا الشيخ عبد الله لا يعرف، هل هو نفسه الشيخ عبد الله العارف أم كان غيره؟([28]). ولكنني أرجح أنهما كانا شخصين مختلفين يحملان نفس الاسم بالصدفة، ويجيئان إلى عالم الملايو لنشر الدعوة الإسلامية في تواريخ متقاربة. ويقوي ما ذهبتُ إليه ما قيل إن في قدح قبرا للشيخ عبد الله ، بينما في أتشيه كذلك قيل إن هناك قبرا للشيخ عبد الله العارف. فعن قبره بأتشيه.([29]) وقال الأستاذ وان محمد صغير عبد الله : إن قبر الشيخ عبد الله العارف موجود بأتشيه.([30]) وأما عن قبر في ولاية قدح،فقيل إنه قبر للشيخ عبد الله.([31])
ومن بين هؤلاء الصوفية الأوائل في عالم الملايو، الشيخ أبو عبد الله مسعود بن عبد الله الجاوي. لقد ذكر الشيخ يوسف النبهاني رحمه الله ([32])، صاحب كتاب جامع كرامات الأولياء عن هذا الصوفي الجاوي بقوله :
كان شيخا كبيرا مشهورا بمدينة عدن ونواحيها، وكانت له صحبة من الفقيه الكبير إسماعيل الحضرمي، وانتـفع بالجميع وشملته بركة أنفاسهم، وكان صاحب خلق وتربية، انتـفع به جماعة من الأكابر كالشيخ عبد الله بن أسعد اليافعي ([33])وغيره، وذكره الشيخ اليافعي في تاريخهوأثنى عليه كثيرا وقال في حقه : شيخنا المذكور الولي المشهور ذو الأنفاس الصادقة والكرامات الخارقة والمواهب السنية والمقامات الجلية. ثم قال في موضع آخر : وهو أول من ألبسني الخرقة بإشارة وقعت له، ولم يتحقق الإمام اليافعي من تاريخ وفاته. ([34])
وعن تاريخ وفاة الشيخ أبي عبد الله مسعود بن عبد الله الجاوي، وعلاقته الدعوية والصوفية في عالم الملايو، كتب الأستاذ البروفيسور الدكتور حمكا قائلا معلقا ([35]):
تاريخ وفاة الشيخ اليافعي واضح، وهو سنة 768هـ/1367م. كما أن الشيخ معاصر لابن بطوطة، المتوفى سنة 770هـ/1369م، ولذلك، كان الاستنتاج أن الشيخ مسعود بن عبد الله الجاوي يعيش في عهد مملكة باساي بسومطرا التي وصف ابن بطوطة بلاد جاوا. ومن هنا يتضح أن في عهد مملكة باساي الإسلامية الناجحة رجلا ملايويا أصبح أستاذ التصوف الكبير ليس في بلاده فحسب، بل في البلاد العربية، وكان له تلاميذ كبار كثيرون في عالَم التصوف، ومنهم اليافعي الذي تبقى مؤلفاته مراجع لهؤلاء الصوفية حتى الآن، وبالحماسة،وصف الشيخ يوسف النبهاني -أحد المدافعين عن كرامات الأولياء- أن الشيخ الجـاوي كان وليـا ذا كرامات.([36])
ومن تاريخ وفاة الشيخ أبي عبد الله مسعود بن عبد الله الجاوي، يمكن أن نتبين أن القائم بتعليم ونشر علم التصوف في عالم الملايو في هذه الفترات المبكرة، ليس من العرب وحدهم، بل يوجد من أبناء الوطن الملايوي أنفسهم من يتخصص في هذا العلم، ويكون عالما كبيرا في بلاد العرب، وله تلاميذ كبار من أمثال الشيخ اليافعي الشهير. وبما أن الشيخ اليافعي توفي 768هـ/1367م، كان لزاما أن يكون الشيخ مسعود بن عبد الله الجاوي يعيش قبل هذا التاريخ بفترة تتراوح ما بين أربعين وخمسين سنة. ومن هنا، يمكن القول إن الشيخ مسعود بن عبد الله الجاوي أول عالم صوفي ملايوي نشر علم التصوف في عالم الملايو واليمن العربية.

وفي القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي) اشتهر في عالم الملايو خاصة في جزيرة جاوا الإندونيسية قصة الأولياء التسعة. كان هؤلاء الأولياء التسعة من الدعاة الأوائل في هذه الجزيرة التي كان شعبها يعتنق الديانة الهندوسية والبوذية. ويسمى هؤلاء الأولياء التسعة لأنهم كونوا أنفسهم كفريق الدعاة المكون من رجال لا يزيد عددهم عن تسعة دعاة في وقت واحد، ويسمى رئيسهم الولي، وعندما توفي أحد منهم يحل محله داعية آخر ليكون العدد تسعة أفراد([37]). وبالفعل اشتهر من بينهم تسعة دعاة شهرة كبيرة تفوق الباقين، وهم ([38]):
             (1) الشيخ مولانا مالك إبراهيم، الشهير بلقب الشيخ المغربي، وأصله من جوجرات  الهندية.ويعتبر أول مؤسس لمدرسة دينية تقليدية تخرج الدعاة المسلمين الذين نشروا الدين الإسلامي في أنحاء جزيرة جاوا.
             (2) رادين رحمة الشهير بلقب سونن([39]) أمبيل (Sunan Ampel)، وكان أصله من كمبودجيا. قام بفتح مدرسة جهادية في أمبيل، سورابايا، ونشر الإسلام في جميع أنحاء جزيرة جاوا الشرقية. ويعتبر المؤسس والمخطط الأول للدولة الإسلامية في جاوا. وذلك بتنصيبه رادين فتاح (Raden Patah)، سلطانا لدولة دمك (Demak) الإسلامية، ويلقب بالسلطان شــاه ســري العـالم الأكبر الفتاح([40])،وكان مقامه في مسجد أمبيل.
             (3) الولي الثالث هو سونن مخدوم إبراهيم الشهير بلقب سونن بونـــانج (Bonang)، وهو ابن سونن أمبيل. وكان ينشر الأسلام في سواحل شمالي جاوا الشرقية. لقد سعى إلى تغيير أسماء أيام النحس في تعاليم الديانة الهندوسية وأسماء الآلهة الهندوسية بأسماء إسلامية مثل أسماء الملائكة والأنبياء، وقبره في توبان (Tuban).
             (4) الولي الرابع هو رادين فاكو  (Raden Paku)الشهير بلقب سونن جيري (Sunan Giri) وأصله من بلمبانغن (Blambangan). وقام بنشر الإسلام في سولاويسي (Sulawesi)، وسوندا كجيل (Sunda Kecil). وكان رجلا تربويا ويقوم بتربية الأطفال المسلمين على الألعاب الإسلامية. وقبره في جبل جيري (Giri)، القريب من جريسيك (Gresik)، سورابايا، إندونيسيا.
             (5) الولي الخامس هو الشـريف هـداية الله الشهير بلقب سونن جونونج جاتي (Gunung Jati) أو فتح الله (Fatahillah).
             (6) الولي السادس هو جعفر الصادق الشهير بلقب سونن القدوس (Kudus)، قام بنشر الإسلام في سواحل شمالي جاوا الوسطى. وكان أديبا شهيرا يكثر من كتابة القصص الدينية. وقبره في قدوس (Kudus).
             (7) الولي السابع هو رادين فراوُوتو (Raden Prawoto) الشهير بلقب سونن موريافادا (Muriapada). وكان ينشر الإسلام عن طريق الاقتراب من التجار والصيادين والبحارة، كما يبقي فن موسيقي جاميلن (Gamelan) الذي يحبه شعب جاوا بشدة ويستخدمه كوسيلة لإدخال التعاليم الإسلامية في نفوس الشعب، حتى لا يشعر الشعب أن فيه ذكر الله. وقبره في جبل موريا (Gunung Muria).
             (8) الولي الثامن هو شريف الدين الشهير بلقب سونن درجات (Derajat)، وهو ابن سونن أمبيل. وكان رجلا يميل إلى الأعمال الاجتماعية. وكان -إلى جانب كونه شديد التدين- حريصا على الأعمال الخيرية العامة، ورعاية الأيتام والمرضـى. وقبره في سدايو (Sedayu).
             (9) الولي التاسع هو ر. م. الشهيد الشهير بلقب سونن  كاليجوجو  (Kalijogo). كان يخترع واينج كوليت([41]) ويؤلف القصص المسرحية الإسلامية. وكان ينشر الإسلام في جنوبي جاوا الوسطى.


الشيخ أبو الخير بن حجر والشيخ محمد يمين([42]) :
ذكر البروفيسور إيه. هاشمي في كتابه الشيعة وأهل السنة يتنازعون على النفوذ والسلطة في بداية التاريخ الإسلامي في جزر الملايو : أن في عهد السلطان علاء الدين منصور شاه الذي كان يحكم مملكة أتشيه بين عامي (989-995هـ/1581-1587م) جاء عالمان صوفيان من مكة المكرمة هما ([43]):
                                      (1) الشيخ أبو الخير بن حجر، ونشر فهم وحدة الوجود والأعيان الثابتة.
             (2) والشيخ محمد يمين، من أتباع أهل السنة والجماعة ونشر فهم وحدة الشهود المناقض لفهم وحدة الوجود. وجاء من بعده لنشر هذا الفهم الشيخ نور الدين الرنيري والشيخ عبد الرؤوف سينكيل وأتباعهما.
فحدث الخلاف بين هذين المذهبين، والخلاف وإن كان له آثار سلبية، إلا أن له في الوقت ذاته آثار إيجابية، هي انتشار العلم والمعرفة انتشارا واسعا حتى كانت أتشيه في القرن السابع عشر الميلادي منارة العلم للعالم الملايوي، وخاصة في أيام حكم السلطان إسكندر مودا عالم شاه([44]) الذي كان يحكم ما بين (1016-1045هـ/1607-1636م) وفي عهد حكم السلطنة سري راتو تاج العالم صفية الدين جوهن بردولت ([45]). فازدهرت في هذه الفترات حركة التأليف في كل فروع العلم من الفقه والتصوف والفلسفة سواء في اللغة العربية أو الملايوية أو الأتشيهية، كما ظهر فيها علماء مصنفون كبار مثل الشيخ الفنصوري، والشيخ شمس الدين السومطراني، والشيخ الرنيري، والشيخ برهان الدين، والشيخ إسماعيل بن عبد الله الأتشيهي، وغيرهم كثير ([46]).
وبمرور الأيام بدأ التصوف يتخذ شكلا جديدا وهو الطرق الصوفية، حيث لقيت رواجا وقبولا لدى الكثير من المسلمين،خاصة بعد سقوط بغداد، فبدأ التصوف ينتشر في عالم الملايو مع انتشار الطرق الصوفية. ولم يعرف بدقة علمية متى جاءت أولى الطرق الصوفية إلى عالم الملايو، ولكن حدث ذلك بالتقريب في القرن الخامس عشر والسادس عشر الميلادي. ذكر الدكتور أنكو إبراهيم بن أنكو إسماعيل ([47]) :
كان في القرن الخامس عشر والسادس عشر الميلادي، وجدت بعض تيارات الطرق الصوفية في عالم الملايو، حيث وجد بعض السادة الصوفية بسومطرا (ألإندونيسية) يمارسون تعاليم الطرق الصوفية مثل حمزة الفنصوري (ت عام 1600 الميلادي) الذي حمل ورفع نظرية وحدة الوجود التي رفعها قبله ابن عربي([48])، والذي كان من أتباع الطريقة القادرية، ومثل شمس الدين السومطراني أو شمس الدين باساي (ت. عام 1630 الميلادي)([49]) الذي كان من أتباع الطريقة (الصوفية)([50]) على مذهب الجنيد البغدادي ([51]).
وبعد الحديث عن هؤلاء الدعاة الأوائل الذين نشروا الإسلام في المنطقة الملايوية، ننتقل مباشرة إلى لب موضوع البحث وهو مناهج الصوفية في الدعوة إلى الله تعالى في تاريخ عالم الملايو.
أولا : دعوة الملوك والشعوب إلى الإسلام
إن التجار المسلمين والصوفية الأوائل يهتمون بنشر الدعوة الإسلامية وتعاليمها بين الشعوب والملوك في أنحاء عالم الملايو العريض. فبالنسبة لدعوتهم الملوك إلى هذا الدين، فقد ذكرتُ أن الشيخ عبد الله نازل قدح، كان يركز دعوته على ملك ولاية قدح، وبإسلام الملك ومن حوله من الأسرة المالكة وكبراء الولاية، أسلم كل الشعب، متمشيا تماما مع طبيعة الشعب الملايوي الذي يطيع الملوك طاعة تامة منذ قديم الزمان، وبهذا المنهج استطاع الصوفية أن ينشروا الإسلام بسرعة فائقة، ففي مدة خمس سنوات، قد أسلم جميع شعب ولاية قدح.
وكذلك إسلام شعب ولاية ملاك التي تحولت بعد ذلك إلى الإمبراطورية الإسلامية الأولى الكبرى في عالم الملايو، كان بفضل دعوتهم ملك الولاية التي مازالت تلك الأيام ولاية صغيرة غير ذائعة الصيت. وبإسلام الملك أسلم الشعب كله حرصا على طاعة الملك. وكان هذا في مطلع القرن الخامس عشر الميلادي.
وبعد ذلك، ازدهرت مملكة ملاكا وأصبحت مركزا للدراسات الإسلامية، كما انتشر نفوذها السياسي إلى التغلغل في بعض ولايات شبه جزيرة الملايو وجزيرة سومطرا، لتصبح أكبر الأمبراطوريات الإسلامية في الشرق في القرن الخامس عشر الميلادي. إن الملك باراميسوارا هو الذي وضع الحجر الأساسى لهذه النهضة الإسلامية بإرساله الدعاة الإسلاميين إلى جزيرة جاوا وبقية الجزر الملايوية الـممتدة على طرق تجارية بحرية عامرة. وقد توفي باراميسوارا ســنة 1424 وخلفه ابنـــه سـري ماهاراجا  (Seri Maharaja) ([52])السلطان محمد ملكا جديدا لمملكة ملاكا الإسلامية ([53]).
ودائما نجد أن الصوفية خاصة وعلماء الإسلام عامة، يحرصون على بناء العلاقة الطيبة الوثيقة بالملوك والسلاطين، لا من أجل المركز أو المنصب أو المال، ولكن من أجل نشر الإسلام وتعاليمه، وذلك منهج سلكه كثير من الدعاة خاصة في المجتمع الملايوي الشديد الانخراط وراء طاعة الملوك والسلاطين. ومن أمثال هؤلاء الصوفية الشيخ يوسف تاج الخلوتي، فقد صحب ولي عهد ولاية بنتين، ثم عندما أصبح سلطان البلاد (1651-1592م)، زوجه السلطان من ابنته، ثم عينه مفتيا للبلاد، ثم مستشارا خاصا للأسرة المالكة. وهكذا استطاع الشيخ يوسف أن يلعب دوره الديني والسياسي والاجتماعي بنجاح، وكان السلطان والأسرة المالكة والشعب كلهم يحبونه حبا كبيرا، ويقفون في صفه في الأمور كلها ([54]).
إن للشيخ داود الفطاني تلاميذ من الأسرة الملكية مثل راج الحاج أحمد بن راج الحاج الرِيـَـاوْي (Riau)، وراج على الحاج الرِيـَـاوِي وراج الحاج عبد الله الشهير بالمرحوم المرشد الرِيـَـاوِي.([55])
وكذلك الشيخ إسماعيل المينانكاباوي،([56])له تلاميذ من الأسرة الملكية منهم :
              (1)  راج الحاج عبد الله بن راج جعفر، وهو السلطان التاسع لولاية رِيـَـاوْ، وهو أشهرهم وأعلاهم رتبة من حيث منهجية علم التصوف والطريقة النقشبندية، نظريا وتذوقا.
              (2)  راج على الحاج، وهو صاحب كتاب (تحفة النفيس) وهو أشهر الكتاب الملايويين، كما كان أيضا أحد كبار العلماء برِيـَـاوْ- لينجا.
                                          (3)    راج علي بن يام توان مودا راج جعفر، وهو الســلطان الثامن لولاية رِيـَـاوْ.
                                          (4)    راج محمد يوسف، وهو السلطان العاشر والأخير لولاية رِيـَـاوْ.
وفي المقابل، نجد أن بعض السلاطين أنفسهم يهتم بالعلم.فالشيخ محمد أرشاد بن عبد الله البنجاري مثلا، عالم فقيه ملايوي كبير،كان ينشأ ويتربى في القصر الملكي. وكان يدرس العلوم الإسلامية الأساسية في ولاية بنجار الإندونيسية في القصر الملكلي، بعد أن اتخذه الملك ولدا، وقد كان من أناس عاديين، ثم أرسله السلطان إلى مكة بعد أن لاحظ ميزاته الصالحة، ومكث فيها طالبا العلم لمدة ثلاثين عاما وفي المدينة المنورة خمسة أعوام. وله مؤلفات كثيرة منها : تحفة الراغبين، وسبيل المهتدين، والقول المختصر، وكنز المعرفة، وأصول الدين، وكتاب النكاح، وكتاب الفرائض، وحاشية فتح الوهاب، وفتح الرحمن، وأركان تعاليم الصبيان، وبلوغ المرام، وفي بيان القضاء والقدر والوباء، وتحفة الأحباب وبداية المبتدي وعمدة الأولاد.([57])
وبالنسبة لدعوتهم الشعوب إلى دين الإسلام، فقد وجدناهم كونوا مراكز استقروا فيها، وكانوا مثالا حسنا للتعامل وحسن السيرة، وامتازوا بالنظافة ورقي المعيشة، فاستهووا السكان، وكانوا دمثي الأخلاق، ذوي قابلية للاندماج بالأهلين فأصهروا إليهم، وأسلمت النساء اللائي تزوجن من المسلمين، وأنجبن ذرية مسلمة أسهمت في زيادة عدد المسلمين هناك، وفعل المسلمون الأوائل ما فعل المسلمون في غير قطر من شرائهم الأرقاء والأطفال، وتنشئتهم تنشئة إسلامية، ثم كانت لهم مساجد، وكونوا وحدات إسلامية امتازت بالرقي وحسن التربية([58]).
بدأوا بمعرفة ميول الشعب وهوايتهم، فاندمجوا بينهم اندماجا، وتثقفوا بثقافتهم، وتفننوا بفنونهم، حتى ظلوا محببين معززين عند الناس مما ييسر لهم الطريق ليرشدوهم إلى الدين القيم. ولقد واجهوا الناس في أنحاء البلاد بحكمة بالغة، وكانوا لا ينهون الشعب عن ممارسة أي شيء أحبوه، إلا وجعلوا له البديل حتى لا يتباعدوا عنهم ليتمكنوا من محاباتهم، ودعوتهم إلى الإسلام من غير أن يتعرضوا منهم لأذى أو عدوان أو رد فعل سيء، وعلى سبيل المثال، عندما علموا بميول الشعب وحبهم للموسيقى الجاوية المشهورة جندينج(Gending)، درسوا هذا الفن وأتقنوه، كتبوا كلمات تتضمن تعاليم الإسلام، ولحنوا لهم ألحانا، وكذلك عندما عرفوا حب الشعب لفن وايانج كوليت([59])(Wayang Kulit) الذي كان يحكي ملحمة هندوكية وبوذية مأخوذة من القصص المشهورة في الكتب الهندوكية، وهي ملحمة مهابراتا(Mahabrata) ورامايانا(Ramayana)، ألفوا القصص التي تتناسب مع تعاليم الإسلام ومبادئه العالية الرفيعة بدلا من القصص الهندوكية. وفي القصص التي ألفــها لهم الصوفية، كانت تحكي دائما أن أقوى ما لدى الإنسان من السلاح، هو سلاح الإيمان الذي يبدأ بكلمة الشهادتين، وهذا السلاح أقوى من كل سلاح كان يستعمله أبطال ملحمة مهابراتا ورامايانا، لأن سلاح رامايانا سوف يزول، أما سلاح الإيمان، فباق إلى الأبد ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الضلالة إلى الهدى. وكان الداعي الصوفي سونان كالي جاكَ([60]) يمتاز بـأداء هذه التمثيلية، وكان -بعد الانتهاء منها- لا يطلب من المتفرجين أية مكافأة له على عمله، سوى أن يرددوا وراءه الشهادتين في الإسلام، وهكذا قاد الكثير من الناس في طريق الإسلام ([61]).
ومن الجدير بالذكر، أن بعض أفراد مجموعة الأولياء التسعة استخدم هذه الوسائل الشعبية مثل جندينج ووايانج كوليت كوسائل تبليغ الدعوة الإسلامية، نظرا لشدة الظلام العقيدي الهندوكي والبوذي الذي يحيط بالشعب من كل جهة، ولقوة توغله في المجتمع الملايوي القديم، ولانسداد أبواب التقرب منهم عن طريق الدعوة المباشرة، فاجتهدوا رأيهم، ورأوا الاقتراب منهم عن طريق غير مباشر، وهو الاندماج الاجتماعي، بينما رفضها البعض الباقي ابتعادا عن البدعة في الدعوة الإسلامية، غير أن هذا الخلاف في الرأي لم يسبب أي مشاكل في أرض الواقع التطبيقي، وقد كثرت الحكايات الشفوية التي تحكي عن جهادهم وكراماتهم إلى حد التواتر.
وهناك وسائل أخرى استخدموها في تبليغ الدعوة مثل تصميم المساجد على شكل وطراز قريبين من أشكال المباني الملايوية، ليكونوا أقرب انفتاحا لدخولها والاستماع إلى الدعوة، ومنها إعلان عن وجود توزيع التبرعات في داخل المساجد، وكل ذلك في محاولة استمالة قلوبهم إلى الإسلام، ولم يدخروا سبيلا أو وسعا إلى الدعوة إلا طرقوها أو حاولوا استخدامها.
لقد بذل الدعاة الصوفيون كل ما في وسعهم لتبليغ الإسلام لجميع أفراد الشعب فدخلوا المدن والقرى والأرياف النائية في المناطق الجبلية العالية التي تحيط بها الغابات الكثيفة وللوصول لهذه المناطق لا بد أن يواجهوا خطورة الحيوانات المفترسة مثل النمور والأسود، وكذلك الحيوانات السامة مثل الثعبان ([62]).
ومن مظاهر نفوذ الصوفية في عالم الملايو، ذلك الدور القيادي والإداري الذي لعبه كثير من الصوفية في البلاد. فالشيخ شمس الدين السومطراني مثلا، كان رئيس الوزراء لدولة أتشيه الإسلامية التي كانت تلك الأيام في حكم السلطان إسكندر مودا ([63]). وبهذا، كان يجمع بين الأمور الكبيرة في نفس الوقت ؛ إدارة الدولة الكبيرة مثل مملكة أتشيه الإسلامية الواسعة النفوذ، والرئاسة في العلوم الدينية والشرعية، وخاصة علم التصوف، كما كان أديبا يحتل المركز الثاني بعد شيخه حمزة الفنصوري ([64]).
وكذلك الشيخ نور الدين الرنيري، فقد لعب دورا كبيرا في دولة أتشيه الإسلامية كشيخ الإسلام الذي بذل كل جهوده في نشر الإسلام وتعاليمه، وحارب فيها تعاليم الوجودية التي يراها مذهبا فاسدا يخرج صاحبه عن الملة.
ويمكن القول إنه لا يخلو عالم صوفي كبير ملايوي من أن يشارك سلاطين البلاد أو ملوكها ويساعدهم في أمور الدولة  كالمفتي، أو شيخ الإسلام، أو الوزير، أو المستشار الملكي، مثل الشيخ عبد الملك عبد الله تؤ فولو مانيس، الشيخ عبد القادر عبد الرحيم تؤ فولو دويونج، وكلاهما من الطريقة الشطارية، والشيخ السيد محمد بن السيد زين العابدين العيدروس تؤ كو توان بسر،  الشيخ السيد عبد الرحمن بن السيد محمد االعيدروس تؤ كو فالوه من الطريقة النقشبندية، وكلهم في ولاية ترنجانو، والشيخ أحمد بن سعيـد اللنقي، وابنه الشيخ مرتضى بن الشيخ أحمد من الطريقة الأحمدية في ولاية نجري سمبيلن، والشيخ وان موسى بن الشيخ توان تابلمن الطريقة الأحمدية في ولاية كلنتان، والشيخ الحاج وان سليمان بن وان صديق في من الطريقة النقشبندية في ولاية قدح، وغيرهم كثير.
ومن المدهش في تاريخ التصوف في عالم الملايو، أن يتولى سلطان البلاد نفسه مشيخة الطريقة الصوفية، كما حدث في ولاية رِيَاوْ. كان سلطانها الثامن والتاسع والعاشر، كلهم يتولى مشيخة الطريقة النقشبندية، مما جعلهم سلاطين ذوي النفوذ الكبير لدى الشعب، إذ كانوا أصحاب القرارات السياسية والدينية في وقت واحد.
وكان هؤلاء السلاطين يحبون العلم، ويعملون على نشره ونشر الدعوة الإسلامية بجهود مشكورة. من ضمن مساعيهم الطيبة،استضافتهم بعض العلماء من خارج الولاية إلى ولاية رِيَاْوْ، فكثرت زيارات العلماء إليها -خاصة في عهد السلطان راج عبد الرحمن (1833-1844م)، والسلطان راج علي (1845-1857م)، والسلطان راج عبد الله (1857-1858م) - منهم هؤلاء العلماء الشيخ أحمد جبرتي، والشيخ محمد أرشاد البنجاري، والشيخ السيد عبد الله بحرين ([65]).
وكان السلطان راج علي حريصا على الحكم بأحكام الإسلام في ولاية رِيَاْوْ، ودائما يستشير العلماء في كل أحوال الحكم. وهذا واضح من كتاب مقدمة في انتظام وظائف الملك الذي ألفه راج علي حاج بن راج أحمد([66]) خصيصا له. ومن نصائحه للسلطان: لا تنس الآخرة أبدا في السراء والضراء، اذكر الآخرة مهما كان ذكرها ثقيلا في القلب، لأن ذكرها سبب في الخير والفلاح([67]).
وقد أوصى السلطان علي قبل وفاته بوصيتين : الأولى عدم تشييع جنازته بمراسيم التشييع الملكي مثل الملوك والسلاطين الذين من قبله، والثانية عدم تشييعه بصحبة الجيوش الهولنديين، كما لا يبنى أي بناء على قبره ([68]).
وأما السلطان التاسع السلطان راج عبد الله، فكان كثير العبادات خاصة الأذكار النقشبندية، ويشرك فيها أبناءه وأقرباءه من الأسرة المالكة، كما كان يحضر كل يوم الثلاثاء والجمعة مجلس الختم والتوجه، وأحيانا يخطب خطبة الجمعة ويؤم الصلاة بنفسه. وكان يحضر باستمرار الدروس الدينية التي يدرس فيها الشيخ راج علي الحاج، وفي هذه الدروس يتم قراءة الكتاب الفقهي وكتاب إحياء علوم الدين للإمام الغزالي. وكان يشرك في هذه الدروس أبناءه وأقرباءه من الأسرة المالكة وكبراء الولاية والموظفين بها ([69]). وكان دائما يقول : إنني أرغب في ترك هذا العرش الملكي بعد سنة من حكمي وأوصى بأن لن يكون أحد من أبنائه خلفا له، بل عين لذلك أحدا من أقرب الأسرة المالكة، وهو السلطان راج محمد يوسف، وغرضه هو الانفراد بالعبادات والتقرب إلى الله تعالى ([70]). وكان بالفعل توفي بعد سنة من تولي الحكم، ولقب بعد وفاته المرحوم المرشد.
بجانب ما بذل الصوفية من الجهود، وما سلكوا من الطرق والوسائل لدعوة الناس إلى الإسلام بالحسنى، فإنهم يهتمون أيضا ببناء المساجد، وإنشاء المدارس الإسلامية، وتأسيس القرى العلمية الإسلامية للحفاظ على سير الدعوة الإسلامية في أنحاء البلاد.
وبالنسبة لبناء المساجد، فهو أمر شائع معروف لدى كل العلماء الدعاة الأوائل؛ الصوفية منهم أو غير الصوفية، فكل واحد منهم حريص على أن يبني المسجد ليكون مركز الدعوة الإسلامية ومنطلقها تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان صلى الله عليه وسلم بنى أول ما بنى في المدينة المنورة المسجد النبوي([71])منطلق النور والهدى ومركز التعليم. ففي تاريخ الدعوة الإسلامية التي قام بها الصوفية الملايويون، نجد كل واحد منهم حريصا على تأسيس مسجد جامع، أو مسجد غير جامع، أو بناء المدرسة التقليدية أو القرية العلمية، أو تأسيس المسجد وبناء المدرسة معا. فالشيخ عبد الملك عبد الله تؤ فولو مانيس،  له مسجد ومدرسة وكلاهما باقيان حتى اليوم، وكذلك الشيخ عبد القادر عبد الرحيم تؤ فولو دويونج، له مسجد وقرية علمية. وأما الشيخ السيد عبد الرحمن بن السيد محمد العيدروس تؤ كو فالوه من الطريقة النقشبندية، فله قرية علمية شهيرة في ولاية ترنجانو. وأما عائلة الطريقة الأحمدية بولاية نجري سمبيلن، فلها مركز العلم بقرية راسه (Rasah)، والمدرسة السعيدية.
وهكذا نجد في تأسيس المساجد والمدارس الإسلامية أثرا قويا في نشر الدعوة الإسلامية. ولا أبالغ حين أقول إن لكل واحد من الأعلام الصوفية مسجدا غير جامع على أقل تقدير ليكون مركز العلم.
لقد أكثر العلماء الصوفية الملايويون من التأليف والترجمة في الفقه والعقيدة وعلم التصوف. وإنني لم أبالغ حين أقول إن معظم العلماء الملايويين يميل إلى علم التصوف أو يمارس الأعمال الصوفية، وذلك نظرا إلى قوة تأثير التصوف في البلاد.
وقد سبق أن ذكرتُ أن أول كتاب مصنف في عالم الملايو هو كتاب بحر اللاهوت تأليف الشيخ عبد الله العارف ([72]). ويعتقد أن للشيخ عبد الله العارف كتبا كثيرة غير هذا الكتاب، ولكن لم يعثر عليها سوى هذا الكتاب الذي كتبه باللغة العربية، وقد تم نقله إلى اللغة الملايوية في عهد مملكة ملاكا الإسلامية، وتحمل النسخة المترجمة اسم بحر اللاهوت([73]) أيضا. وجدير بالذكر أن هذه الفترة من الزمن تعتبر فترة البداية لحركة التأليف  والترجمة ([74] ولم تزدهر بعد ازدهارا ملموسا.
وأما في الفترة الثانية (القرنين 15-16 الميلاديين)، فلم تنشط حركة التأليف والترجمة في علم التصوف وإن كان هناك بعض المؤلفات في العلوم الأخرى.
وأما في الفترة الثالثة (القرنين 16-17 الميلاديين)، فقد نشطت حركة التأليف والترجمة في كل فروع العلوم الإسلامية بصورة تلفت النظر. ونقتصر هنا على ذكر المؤلفين الصوفية ومؤلفاتهم دون غيرهم من العلماء والمؤلفات. من أشهر الصوفية في هذه الفترة الشيخ حمزة الفنصوري، والشيخ شمس الدين السومطراني، والشيخ نور الدين الرنيري، والشيخ عبد الرؤوف سينكيل، والشيخ يوسف تاج الخلوتي، والشيخ عبد الملك بن عبد الله الشهير بلقب تؤ فولو مانيس، والشيخ عبد الصمد الفلمباني، والشيخ محمد نفيس البنجاري وغيرهم.
ونذكر هنا مؤلفات هؤلاء الصوفية، لنرى مدى قوة تأثيرهم في انتشار الدعوة الإسلامية، بجانب نشرهم لعلم التصوف. فنبتدئ بالشيخ حمزة الفنصوري، وله مؤلفات كثيرة، وهذه المؤلفات تنقسم إلى قسمين ؛ النثر والشعر. ونذكر هنا كلا القسمين على حدة([75]) :
دواوين أشعاره :
                                        (1)  ديوان شعر داجانج،(Syair Dagang)، ويمكن ترجمته بـديوان (شعر الغرباء).
                                        (2)  ديوان شعر سيدانج فقير،(Syair Sidang Fakir)، ويمكن ترجمته بـديوان (شعر اجتماع الفقراء).
              (3) ديوان شعر فراهو،(Syair Perahu)، ويمكن ترجمته بـديوان (شعر السفن)، وغير ذلك من الدواوين الشعرية الملايوية الشهيرة.
وأما مؤلفاته في شكل الكتب العلمية، فمن بينها :
                                        (1)  أسرار العارفين في بيان علم السلوك والتوحيد.
                                        (2)  شراب العاشقين أو زينة الموحدين.
                                        (3)  المهتدي.
                                        (4)  رباعى حمزة الفنصوري.
                                        (5)  كشف سر تجلي الصبيان.
                                        (6)  كتاب في بيان المعرفة.
                                        (7)  أسرار العارفين ([76]).
ومن خلال مؤلفاته الشعرية والأدبية، اشتهر الشيخ حمزة الفنصوري كرائد وأديب كبير في تاريخ الأدب الملايوي. والحديث عن فضله في الأدب الملايوي يطول ذكره، وكفى شهادة الأدباء الملايويين دليلا على كفاءته اللغوية والأدبية، فضلا عن شهرته في علم التصوف وعلوم الإسلام الأخرى. إن إلمامه باللغة العربية والفارسية ساعده على التعمق والاستفادة من أشعار الصوفية مثل ابن الفارض، وجلال الدين الرومي، وأبي سعيد والشيرازي وغيرهم. وإذا قرأنا أشعاره في كتابه أسرار العارفين ورباعيه ([77])، يتبين لنا مدى تأثير هؤلاء الصوفية الشعراء في نفسه، ويمكن اعتباره شاعرا صوفيا في نفس المستوى مع هؤلاء الصوفية الشعراء الذين تأثر بهم. ولذلك كان الشيخ حمزة الفنصوري يعتبر شاعرا صوفيا ملايويا كبيرا في بداية القرن الحادي عشر الهجري السابع عشر الميلادي ([78]). بل لا نجد شاعرا صوفيا مثله بعده في عالم الملايو، وسيظل الشيخ حمزة الفنصوري رائدا في الشعر الصوفي الملايوي ذي القيمة الأدبية الملايوية الرفيعة.
وأما الشيخ شمس الدين السومطراني، فله مؤلفات أكثر من أستاذه الشيخ حمزة الفنصوري، نذكر فيما يلي بعضها ([79]):
                                          (1)    جواهر الحقائق.
                                          (2)    تنبيه الطلاب.
                                          (3)    رسالة بيان ملاحظات الموحدين على المهتدي في ذكر الله.
                                          (4)    كتاب الخرقة.
وأما الشيخ عبد الرؤوف سينكيل، فله مؤلفات كثرة منها:
                                          (1)    شرح لطيف على أربعين حديثا للإمام النووي.
                                          (2)     سلم المستفيدين.
                                          (3)     رسالة مختصرة في بيان شروط الشيخ والمريد.
                                          (4)     فاتحة الشيخ عبد الرؤوف.
                                          (5)     دقائق الحروف.
                                          (6)     سكرة الموت.
                                          (7)     رسالة سيمفان (الرسالة في الإخفاء).
                                          (8)     منية الاعتقاد.
                                          (9)     بيان التجلي أو بيان التلاقي.
                                       (10)  رسالة أعيان ثابتة (الرسالة في الأعيان الثابتة).
                                       (11)  رسالة جالن معرفة الله (الرسالة في طريق معرفة الله).
                                       (12)  كفاية المحتاجين إلى مشرب الموحدين القائلين بوحدة الوجود.
                                       (13)  عمدة المحتاجين إلى سلوك مسلك المفردين.
                                       (14)  وصية.
                                       (15)  مرآة الطلاب في تسهيل معرفة أحكام شرعية للملك الوهاب.
                                       (16)  ترجمان المستفيد أو تفسير البيضاوى الشريف ([80]).
                                       (17)  المواعظ البديعة.
                                       (18)  إيضاح البيان في تحقيق مسائل الأديان.
                                       (19)  مجموع المسائل.
                                       (20)  الحجة البالغة على جمعة المقاسمة.
                                       (21)  تأييد البيان حاشية إيضاح البيان.
                                       (22)  شمس المعرفة.
                                       (23)  فينداهن دري أوتق علم التصوف (النقلة من عقل علم التصوف).
                                       (24)  تنبيه العامل في تحقيق كلام النوافل.
                                       (25)  عمدة الأنساب.
وفي آخر الدراسات التي قام بها الأستاذ وان محمد صغير، عثر على ثلاثة كتب أخرى للشيخ عبد الرؤوف سينكيل، وهي ([81]):
                                      (27) أغماض السائل (في التوحيد).
                                      (28) كنز الإنسان.
                                      (29) الدرة البيضاء تنبيها للنساء.
وأما الشيخ عبد الملك بن عبد الله (تؤ فولو مانيس)، فلقـد ترك أربعـة كتب دينية، وهي :
                                      (1) كتاب الكفاية في الفقه وأصول الدين.
                                      (2) رسالة النقل في الفقه.
                                      (3) رسالة كيفية النية في الفقه والتصوف.
             (4) كتاب شرح الحكم في التصوف، وهو شرح متن كتاب حكم ابن عطاء الله السكندري، أشهر مؤلفات الإمام تاج الدين بن عطاء الله السكندري.
كما أن للشيخ وان علي كوتان كتابا هاما في التصوف هو كتاب الجوهر الموهوب ومنبهات القلوب. وكان عالما في علم التصوف وأصول الدين، وأما طريقته فهي الطريقة الشاذلية، وكان من خلال مؤلفاته ينشر ويميل إلى تصوف العبودية والعبادة والذكر([82]). وهذا الكتاب يأخذ طابعا صوفيا سنيا أخلاقيا بحتا، ولا يتعرض لقضايا صوفية فلسفية. ويحتوي الكتاب على أربعين بابا وفي كل باب عشرة أحاديث. وهذه الأبواب هي([83])في فضيلة العلم والعلماء، في فضيلة لا إله إلا الله، في فضيلة بسم الله الرحمن الرحيم، في فضيلة الصلاة على النبي، في فضيلة الإيمان، في فضيلة الوضوء، في فضيلة السواك، في فضيلة الأذان، في فضيلة صلاة الجماعة، في فضيلة الجمعة، في فضيلة المساجد، في فضيلة العمائم، في فضيلة الصوم، في فضيلة الفريضة، في فضيلة السنن، في فضيلة الزكاة، في فضيلة الصدقة، في فضيلة السلام، في فضيلة الدعاء، في فضيلة الاستغفار، في فضيلة ذكر الله تعالى، في فضيلة التسبيح، في فضيلة التوبة، في فضيلة الفقر، في فضيلة النكاح، في تشديد الزنا،في تشديد اللواط، في منع شرب الخمر، في فضيلة الرمي، في فضيلة بر الوالدين، في فضيلة حق الأولاد، في فضيلة التواضع،في فضيلة السكوت، في فضيلة منع الأكل والنوم والراحة، في منع الضحك، في فضيلة عيادة المريض، في فضيلة ذكر الموت، في فضيلة القبر وأهواله، في منع النياحة، في فضيلة الصبر عند المصيبة، خاتمة في صفة الجنة ونعيمها.وجدير بالذكر أن هذا الكتاب ترجمة لكتاب لباب الحديث للإمام السيوطي كما ذكر في مقدمة الكتاب.
وقد اكتفينا هنا بذكر أهم المؤلفات الصوفية السنية الأخلاقية ومحتوياتها كمثال فحسب، تاركا المؤلفات الفلسفية.ولكثرة المؤلفات الصوفية الملايوية، لا نستطيع أن نقوم بعرض محتوياتها بشيء من التفصيل لكل كتاب، بل الأمر يحتاج إلى بحث مستقل عن الفكر الصوفي الملايوي في ماليزيـا وإندونيسـيا وبروناي، وهو موضوع واســع جدا، ونرجو أن نكمله في بحث مستقل آخر قادم إن شاء الله.

خاتمة
أكتفي بما تقدم من الحديث الوجيز لذكر مناهج الصوفية الملايويين في نشر الإسلام وتعاليمه وتوسيع دائرة الدعوة الإسلامية في عالم الملايو بصفة عامة، وماليزيا بصفة خاصة، واتضح لنا أن لهم فضلا كبيرا في نشر الدعوة إلى الله وقد أومأت إلى فضلهم في كل حديثي عن كل واحد من الصوفية، وبهذا نجـد أن لكل واحد منهم فضلا لا يستهان به في نشر الإســلام وتعاليمه. وإذا أردنا أن نستبين فضلهم في الدعوة الإسلامية أكثر، فلا بد من تخصيص بحث مستقل لذلك.


([1]) القرآن الكريم، سورة الأعلى : الآية 14 - 17 .
([2]) القرآن الكريم، سورة الفجر: الآية 27 - 30 .     
([3]) انظر كتاب اختصار التاريخ الإسلامي للأستاذ دسوقى الحاج أحمد، باللغة الملايوية، كوالا لمبور: مجمع اللغة والكتب، وزارة التعليم الماليزية، 1974، ص 511 .     
([4]) معركة التبشير : حركات التبشير والإسلام في آسيا وأفريقيا وأوربا، للأستاذ الدكتور عبد الجليل شلبى، القاهرة : مؤسسة الخليج العربي، الطبعة الأولى، 1409هـ/1989م، ص 104 .      
([5]) الإسلام في أرخبيل الملايو : ص 77-78 .         
([6]) انظر رأيه في كتابه (الدعوة إلى الإسلام)، باللغة الملايوية، ص 401 .
([7]) الإسلام في أرخبيل الملايو : ص 78 .     
([8]) انظر كتابي : الطرق الصوفية في ماليزيا وأثرها على الدعوة الإسلامية .
([9]) في كتابه التصوف: تطوره وتطهيره، للدكتور حمكا، Penerbit PT Pustaka Manjimas, Jakarta، سنة 1984، ص 232 و 233 .
([10]) في كتابه الإسلام في أرخبيل الملايو .
([11]) التصوف : تطوره وتطهيره : ص 232 و 233 .
([12]) التصوف : تطوره وتطهيره : ص 232 و 233 .
([13]) ولعل ذلك في عهد ابن خلدون .         
([14]) ولعل ذلك في عهد ابن بطوطة .         
([15]) لعله يقصد مفاهيم صوفية لدى متصوفة أوصوفية الهند المسلمين، وليس الصوفية الهندوسيين .
([16]) يريد المؤلف أن يقول ويؤكد أن الظاهرة الإسلامية في الشعب الإندونيسي المتشابهة بما في المسلمين الهنود لا تعنى بالضرورة أنهم أخذوا الإسلام من الهند، لأن تلك الظاهرة عالمية لا تقتصر على المسلمين الإندونيسيين وحدهم - الباحث .
([17]) أي العلماء الملايويون .
([18]) في كتابه تاريخ أتشيه، ج 1، ص 40 .
([19]) الأستاذ وان صغير بن عبد الله، انتشار علم التصوف ورجاله في العالم الملايوي، سورابايا، إندونيسيا : فنربيت الإخلاص، بدون تاريخ، ص 10 .
Hj.Wan Mohd Shaghir Wan Abdullah.Perkembangan Ilmu Tasawuf Dan Tokoh-tokohnya di Nusantara. Surabaya, Indonesia: Penerbit al-Ikhlas, tth.
([20]) انتشار علم التصوف ورجاله في العالم الملايوي، ص 11-12 .
([21]) سيأتي الحديث عن هذا العالم الصوفي قريبا إن شاء الله .
([22]) لأن الأستاذ وان محمد صغير مازال حيا يرزق حتى الآن (1416هـ/1996م)، وقد أكثر من الرحلات للحصول على المزيد من المحطوطات الملايوية الإسلامية، وقد كان عنده الآن المئات الكثيرة من المحطوطات الملايوية الإسلامية .
([23]) انظر مقال (المخطوطات الإسلامية الملايوية من جانب تقسيم المراحل الزمنية) للأستاذ وان محمد صغير بن عبد الله، ص 1-2، وانظر خزانة تراث المؤلفات الملايوية، الجزء الأول، ص 3 .
([24]) قيل إنه كان تلميذا لابن بطوطة، انظر اختصار تاريخ انتشار الإسلام : ص 515 .
([25]) تاريخ سلسلة ولاية قدح، لمحمد حسن بن داتؤ كرانى محمد أرشد، مجمع اللغة والكتب، ص 27.
([26]) انتشار علم التصوف ورجاله في العالم الملايوي : ص 15 .
([27]) Seri Paduka Maharaja Derbar .
([28]) قد اختلط الأمر على الباحث الإندونيسي مصري المحشر بيدين حين قرر أنهما شخص واحد . انظر (الفكر الصوفي بإندونيسيا) رسالة الماجستير المقدمة إلى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة ، بإشراف الأستاذ الدكتور عبد اللطيف العبد ، 1414هـ/1994م، المخطوط ، ص 53 .
([29]) انظر إيه . عيم . زين الدين، تاريخ أتشيه والعالم الملايوي، ص 50 . انظر انتشار علم التصوف ورجاله في العالم الملايوي، ص 11 .
([30]) خزانة تراث المؤلفات الملايوية، الجزء الثاني، ص 2 .
([31]) انتشار علم التصوف ورجاله في العالم الملايوي، ص18 .
([32]) هو العالم ناصر الدين يوسف بن إسماعيل بن يوسف النبهاني، نسبة لبني نبهان، ولد بقرية اجزم بصيغة فعل الأمر، سنة 1265 من الهجرة، تربى وحفظ القرآن على يد والده إسماعيل بن يوسف، ثم التحق بالأزهر سنة 1283 هـ حتى سنة 1289هـ، ثم سافر وشاع ذكره بين الناس، وتقلد مناصب القضاء في ولايات الشام، وكان كثير العبادات، وأكثر من تأليف الكتب، في علم الحديث، والسيرة، والمدائح النبوية، والتفسير والتصوف، منها جامع كرامات الأولياء، وتوفي رحمه الله تعالى ببيروت في أوائل شهر رمضان سنة 1350هـ . انظر ترجمته في كتاب جامع كرامات الأولياء بقلم محققه أستاذي الجليل الشيخ إبراهيم عطوه عوض، بيروت : المكتبة الثقافية، 1411هـ/1991م، ص 3-8 باختصار .
([33]) هو الإمام محمد عبد الله بن أسعد بن علي اليماني اليافعي، الرجل الصالح، نزيل الحرمين الشريفين، أحد أئمة العارفين وأكابر العلماء العاملين، صاحب المصنفات الكثيرة والنظم الكثير . كان مولده بمدينة عدن، ونشأ بها ، واشتغل بالعلم حتى برع فيه . وتوفي بمكة المكرمة سنة 768هـ . انظر جامع كرامات الأولياء، 2/250 . طبقات الشافعية الكبرى للسبكي : 10/33 (1354) .
([34]) جامع كرامات الأولياء، ج 2، ص 468 .
([35]) التصوف : تطوره وتطهيره، ص 234-235 .
([36]) لم يكن الشيخ يوسف النبهاني هو الذي وصف الشيخ أبا عبد الله مسعود بن عبد الله الجاوي بهذا الوصف ودافع عن كراماته، بل نقل ذلك عن الشيخ عبد الله بن أسعد اليافعى من تاريخه .
([37]) انظر رسالة كبرى : مجربات الأولياء التسعة، ص 10-16، وكتاب الجواهر من قصص الأولياء التسعة باختصار من أوله إلى آخره .
([38]) البروفيسور الدكتور أبو بكر أتشيه،  المدخل إلى تاريخ الصوفي والتصوف، رمضاني، الطبعة الثامنة، 1994، ص 372-374 .
Prof. Dr. Hj. Abu Bakar Acheh. 1994. Pengantar Sejarah Sufi & Tasawwuf. Ramadhani. ed.8.
([39]) كلمة سونن (Sunan) في اللغة الإندونيسية كلمة مختصرة من أصل كلمة سوسوهونن (Susuhunan)، وهي عموما تعني الولي أو الشخص الذي يعظم مثل الملك . وهذا يوحي مدى احترام الشعب لهؤلاء الأولياء التسعة لعظيم آثارهم في نشر الدعوة الإسلامية في جزيرة جاوا .
([40])Sultan Syah Sri Alam Akbar al-Fattah   . 
([41]) نوع من المسرحية القديمة الشعبية لعرض القصص الملكية والقصص الاجتماعية . ولعله اخترع هذا النوع من المسرحية اجتهادا منه لاستمالة قلوب الشعب الذي ما زال على الديانة البوذية والهندوسية إلى الدين الإسلامي لما في هذه القصص من عبر ونصائح ومقاومة ظلم الملوك وإقامة العدل . لم يكن سونن كاليجوجو وحده يخترع الفن الشعبي من أجل الدعوة الإسلامية، بل كان الأولياء التسعة -باستثناء الأول والثاني - يخترع فنا شعبيا اسمه جندينج (gending) . قد اختلف العلماء حول اتخاذ الوسائل التي تركها الرسول صلى الله عليه وسلم لتكون وسائل الدعوة، كما اختلفوا في وسائل الدعوة، هل كانت توقيفية أم توفيقية ؟ فهناك من رأى أنها توقيفية، ولا يجوز اتخاذ الوسائل التي تركها النبي صلى الله عليه وسلم أو اختراع الوسائل الأخرى . انظر كتاب الحجج القوية على أن وسائل الدعوة توقيفية، للشيخ عبد السلام بن برجس بن ناصر آل عبد الكريم، الرياض : دار السلف، 1413هـ. وانظر أيضا فقه الدعــوة والإعلام، للأستاذ الدكتور عمارة نجيب، الرياض : مكتبة المعارف، 1987م، ص 216-224 .
([42]) وفي بعض الكتب اليمني بدل يمين . انظر كتاب (الشيخ نور الدين الرنيري)، للأستاذ أحمد داودي، جاكرتا: فنربيت بولن بينتانج، الطبعة الأولى 1978، ص 12 .
Ahmad Daudy (Dr.). 1983. Syeikh Nuruddin Ar-Raniry, 1978. Jakarta: Penerbit Bulan Bintang.
([43]) ذكر هذا أيضا في كتابه (رباعي حمزة الفنصوري) ص 2  . وانظر كتاب (الشيخ نور الدين الرنيري)، ص 12 .
([44]) Sultan Iskandar Muda Darma Wangsa Perkasa Alam Syah  .
([45])Sulthanah Seri Ratu Tajul Alam Safiatuddin Johan Berdaulat  .
([46]) الشيعة وأهل السنة، ص 50-51، بتصرف يسير واختصار .
([47]) الدكتور أنكو إبراهيم بن أنكو إسماعيل، تاريخ انتشار الطرق الصوفية والتصوف في ماليزيا وموقف المجتمع منها، بحث علمي قدمه في المؤتمر الصوفي على المستوى الفدرالي الرابع، سنة 1988، بقاعة المؤتمرات بالمركز الإسلامي، بكوالا لمبور، ص 29 و 30 .
([48]) وليس الشيخ محى الدين بن عربى أول من جاء بنظرية وحدة الوجود، ولكن أول من جاء بذلك هو الشيخ حسين بن منصور الحلاج . وكان ابن عربي يتمم هذه النظرية بأسلوب علمي دقيق .
([49]) أرخ الأستاذ وان محمد صغير تاريخ وفاته في 12 من شهر رجب 1039هـ/1629م . انظر مقاله (المخطوطات الإسلامية الملايوية من جانب تقسيم المراحل الزمنية)، ص 3 .
([50]) لم يذكر الكاتب ما هي الطريقة التي اتبعها الشيخ شمس الدين باساي، ومن المعروف أنه ما كانت الطريقة الصوفية قد اتخذت لها شكلها المعروف اليوم في أيام الجنيد البغدادي، فضلا عن أن ليست هناك طريقة تسمى الطريقة الجنيدية، ولكن هناك من يسمى طريقته بالطريقة الجنيدية .
([51]) العطاس ص 30 - 33 . نقلا عن تاريخ انتشار الطرق الصوفية والتصوف في ماليزيا وموقف المجتمع منها، الدكتور أنكو إبراهيم بن أنكو إسماعيل، بحث علمي قدمه في المؤتمر الصوفي على المستوى الفدرالي الرابع، سنة 1988، بقاعة المؤتمرات بالمركز الإسلامي، بكوالا لمبور، ص 29 و 30 .
([52]) كلمة (ماهاراجا) معناها الملك الأعظم .
([53]) الأستاذ دسوقي أحمد، المرجع السابق، ص 519، بتصرف يسير .
([54]) للمزيد من معلومات عن الشيخ يوسف الخلوتي، انظر البروفيسور الدكتور حمكا، من خزائن قديمة، ص 40-58 وانتشار علم التصوف ورجاله في العالم الملايوي، ص 60-82 .
([55]) انظر كتاب (الشيخ داود بن عبد الله الفطاني)، ص 42 .
([56])الشيخ إسماعيل بن عبد الله المينانكاباوي (المتوفي سنة 1280هـ/1863م)، أول من نشر الطريقة النقشبندية المجددية الخالدية في أراضي مينانكاباو (Minangkabau) الإندونيسية على وجه اليقين الكامل . وكان يدرس العلوم الإسلامية الأساسية في دروس المساجد في ولاية مينانكاباو لمدة سنوات، قبل أن يواصل الدراسة العالية في مكة المكرمة لمدة ثلاثين عاما والمدينة المنورة لمدة خمسة أعوام. وله مؤلفات عديدة منها كتاب كفاية الغلام في بيان أركان الإسلام وشروطه وكتاب رسالة مقارنة عرفية وتوزيعية وكمالية (انظر كتاب الشيخ إسماعيل المينانكاباوي، ص 29 وكتاب (طبقات علماء العالم الملايوي) تحت موضوع : (الشيخ إسماعيل المينانكاباوي).
([57])انظر الأستاذ الحاج وان محمد صغير بن وان عبد الله، الشيخ محمد أرشاد البنجاري، صاحب سبيل المهتدين، كوالا لمبور : خزانة فطانية، 1990م، ص 6، و7، و8 و 57-58 .
([58]) معركة التبشير : ص 106 .
([59])وايانج كوليتهي تمثيلية خيال الظل أبطالها صورة رسومية صغيرة مصنوعة من الجلد تتمثل شخصيات من أبطال تمثيلية، ويحركها قائد التمثيلية من وراء الستار الذي يضاء من وراءه نور مصباح ليكون ظل الصورة المتحركة مرئية من أمام الستار حيث المتفرجون يجلسون أمامه ليتابعوا القصة، وتعتمد هذه التمثيلية على بعض الموسيقى الشعبية البدائية وصوت قائد التمثيلية .
([60]) وهو أحد من الأولياء التسعة الذين مر الحديث الوجيز عنهم في الباب الثاني .
([61]) الأستاذ مصري المحشر بيدين، المرجع السابق، 58-59 .
([62]) الأستاذ مصري المحشر بيدين، المرجع السابق، 59 .
([63]) انتشار علم التصوف ورجاله في العالم الملايوي : ص 40 .
([64]) انظر المرجع السابق : ص 41 .
([65]) أبو حسن شام، الطريقة النقشبندية ودورها في مملكة رياو الملايوية حتى القرن العشرين، بحث علمي في كتاب حضارة الإسلام في ماليزيا، من إصدار هيئة التاريخ الماليزية، كوالا لمبور، الطبعة الأولى، 1980م، ص 75 .
([66]) وهو ابن عم السلطان نفسه، وكان عالما أديبا كبيرا من الأدباء الملايويين . راجع الحديث عنه في الباب الثاني، الفصل الثاني، عند الحديث عن الطريقة النقشبندية .
([67]) أبو حسن شام، المرجع السابق، ص 81 .
([68]) تحفة النفيس : ص 621 .
([69]) تحفة النفيس : ص 636، باختصار .
([70]) المصدر السابق : 636-637، بتصرف .
([71]) وقد بنى الرسول صلى الله عليه وسلم قبله مسجد قباء قبل وصوله صلى الله عليه وسلم في المدينة في هجرته صلى الله عليه وسلم .
([72]) انظر حديثنا عنه وعن هذا الكتاب في الفصل الأول من الباب الثاني .
([73]) انظر مقال المخطوطات الإسلامية الملايوية من جانب تقسيم المراحل الزمنية للأستاذ وان محمد صغير بن عبد الله، ص 1 و2، وانظر خزانة تراث المؤلفات الملايوية، الجزء الأول، ص 3 .
([74]) قسم الأستاذ وان محمد صغير حركة التأليف والترجمة في العالم الملايوي إلى سبع فترات، وجعل عهد الشيخ عبد الله العارف هي الفترة الأولى منها . انظر بحثه (المخطوطات الإسلامية الملايوية من جانب تقسيم المراحل الزمنية) من أوله إلى آخره .
([75]) انظر انتشار علم التصوف ورجاله في العالم الملايوي، ص 37، وطبقات علماء العالم الملايوي، تحت عنوان (الشيخ حمزة الفنصوري)، وكتاب (خزانة تراث المؤلفات الملايوية) الجزء الثالث، وكلها للأستاذ وان صغير بن عبد الله . وكتاب رباعي حمزة الفنصوري، ص 12 .
([76]) هكذا ذكر هذا المؤلف مرتين، ولعل الأخير غير الأول .
([77]) له أشعار في مجموعة : رباعي حمزة الفنصوري .
([78]) رباعي حمزة الفنصوري، إيه . هاشمي، ص 16 .
([79]) طبقات علماء العالم الملايوي، تحت عنوان (الشيخ شمس الدين السومطراني) .
([80]) وفي الرواية الشفهية المتداولة بين بعض الناس، إن الشيخ لم يكمل كتابة هذا التفسير حيث وافته المنية وقام بتكملته أحد تلاميذه وهو بابا داود الجاوي بن إسماعيل الجاوي بن أغا مصطفي الرومى، وهو من سلالة الرومان . انظر مقال (المخطوطات الإسلامية الملايوية من جانب تقسيم المراحل الزمنية)،  ص 3 .
([81]) انظر مقاله (المخطوطات الإسلامية الملايوية من جانب تقسيم المراحل الزمنية)، ص 3 .
([82]) انظر تاريخ علماء كلنتان، ص 38 بتصرف يسير .
([83]) الشيخ علي بن عبد الرحمن الكلنتاني (كوتان)، مكتبة ومطبعة محمد النهدي وأولاده، بدون مكان وبدون تاريخ .